الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلنت الولايات المتحدة سحب 180 مليون برميل من احتياطيات الخزن الاستراتيجي على مدى الأشهر الستة القادمة (مليون برميل في اليوم). جاء هذا التوقيت افضل من توقيت العام الماضي للاستعداد للطلب القوي القادم على البنزين والديزل ووقود الطائرات في موسم الصيف.
كما أعلنت وكالة الطاقة الدولية عن سحب 60 مليون برميل من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية (SPR)، وهذا السحب الثاني هذا العام الذي الذي لم تشارك فيه كلا من الصين والهند (ثاني وثالث اكبر مستهلكي النفط) واحد أكبر المستوردين للنفط الروسي.
سحب إجمالي 240 مليون برميل من احتياطي البترول الاستراتيجي (الأكبر على الإطلاق تاريخيا)، والسحوبات قبله سيكون لها تداعيات مستقبلية على الدول المستهلكة خاصة في اوقات الازمات بعد أن تسببت في تراجع حاد في المخزونات الاستراتيجية، سيكون من الصعب تعويض البراميل في المستقبل المنظور، وقد يتم إعادة النظر في عدد أيام التغطية للمخزونات.
* كيف انعكس السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية على أسعار النفط؟
أنهت أسعار النفط الأسبوع السادس من التقلبات الحادة مع هبوط أسبوعي طفيف، من الواضح أن السحوبات القياسية الاخيرة الغير مسبوقة من احتياطيات الخزن الاستراتيجي والسحوبات التي قبلها لم تستطيع احداث ضغط هبوطي كبير على أسعار النفط، كما فشلت أيضا في الضغط على “التراجع” للمنحنى الأمامي الذي يعكس السوق المادي القوي للبراميل الفورية حيث لا توجد دلائل في الأفق حتى الآن على التحول قريبا إلى هيكلية ال contango.
لم تعمل اقتصاديات التخزين والتكرير بشكل جيد مع توقيت إصدارات الخزن الاستراتيجي خاصة عندما لا تزال أسعار النفط وأسعار المنتجات البترولية أعلى من مستويات ماقبل الجائحة، هذا بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار النفط في الأسواق الفورية.
* كيف انعكس السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية على اقتصاديات التخزين؟
هيكلية أسعار النفط الحالية عند backwardation حيث أن الأسعار الحالية مرتفعة مقارنة بالعقود الآجلة للأشهر المستقبلية مما يُعطي حافز أكبر لبيع النفط في السوق الفوري وحافز أقل للتخزين لاستخدامه لاحقا.
في النصف الثاني من عام 2021، كان يُعتقد أن السحب من احتياطيات البترول الاستراتيجية SPR المنسقة من الولايات المتحدة الأمريكية مع كبار مستهلكي النفط في آسيا سيكون لها تأثير على اقتصاديات التخزين، ولكنه لم يأخذ في الحسبان استمرار ارتفاع أسعار النفط مع مطلع عام 2022 والمنحنيات المستقبلية للأسعار، بل لم ينظر بشكل صحيح وبراقماتي الى تعافي الطلب السريع والتغير في ديناميكيات السوق بعد الجائحة. هذا يجعل تعويض السحوبات معقد جدا ينتج عنه ضعف في اقتصاديات التخزين. التوقيت الأخير للسحب المعلن الاسبوع الماضي كان افضل نظرا لارتفاع طلب قادم لموسم الصيف، ولكن يجب على تلك الدول انتظار انخفاض أسعار النفط أو تغير هيكلية السوق للتعويض.
* كيف انعكس السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية على اقتصاديات التكرير؟
أما بالنسبة لاقتصاديات التكرير، فإن معظم المصافي الآسيوية لم تُبدي اهتماما كبيرا وشددت على أنه يجب استخدام احتياطي الخزن الاستراتيجي الحكومي أثناء حالات الطوارئ فقط او عند حدوث اضطرابات كبيرة في الإمدادات. ويرجع ذلك أساساً إلى أن بعض المصافي الآسيوية الكبرى تحتفظ بمخزونات نفط أكبر من تلك الموجودة في الخزن الحكومي، والأهم من ذلك أن السحب من الخزن الاستراتيجي لا يُلبّي بدقة حاجتها بدقة من مواصفات الخام مما يتناسب مع اقتصاديات مصافي التكرير، ناهيك عن تكاليف ازالة التلوث الناجم عن تخزين النفط لسنوات طويلة.
استمرت الهوامش الربح التكريرية لاقتصاديات مصافي التكرير في الاتجاه الصعودي، مدعومة بزيادة الطلب على المنتجات البترولية، كما أن ارتفاع الاستهلاك الصناعي مع إعادة فتح الاقتصادات من قيود الجائحة خلق حافز كبير لأسواق المنتجات البترولية المكررة، في حين سجلت الدول المستهلكة الكبرى زيادة في مبيعات وقود المواصلات إلى مستويات ما قبل الجائحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال