الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نجحت السعودية في استقطاب رواد الأعمال الملهمون في العالم والاستماع إليهم ونقل تجربتهم الى الشباب السعودي في خطوة تستهدف الى دفع المزيد من الشباب نحو تحسين بيئة رواد الأعمال وانخراطهم في هذا المجال بعدما سخرت لهم الدولة كل الإمكانيات والفرص والتسهيلات، وجاء المؤتمر العالمي لريادة الأعمال الذي استضافته الرياض على مدى أربعة أيام.
وخلال أيام المؤتمر الذي رعاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهذه إشارة قوية الى أهمية هذا المؤتمر وأيضا جلساته وفعالياته، خاصة وان الأمير الشاب يعد أحد الرموز الملهمة لدى الشباب السعودي في طموحاته وعمله الدؤوب وبدون كلل أو ملل.
استمع السعوديون رواد الأعمال الى تجربة ستيف وزنياك حول تجربته في تطوير هندسة الكمبيوتر، وقصته في تأسيس شركة أبل مع صديقه استيف جوبز، حينما يستقطع مثل ستيف وقتا من مشاغله لحضور قمة في الرياض هذا يعني أهمية الدور الذي تلعبه السعودية في الساحة الاقتصادية العالمية. وأيضا الى مارك راندلف هذا الملهم الذي نجح في إنشاء منصة لبث الأفلام والبرامج ويبلغ عدد المشتركين لديها اكثر من 12 مليون مشترك في الربع الرابع من العام الماضي وسجلت إيرادات بأكثر من 7 مليارات دولار، طبعا حينما تنصت الى هؤلاء الملهمون، فأنت تستمع الى رحلة الكفاح والصبر والسقوط والوقوف من جديد، وأيضا جيف هوفمان أحد رواد المشاريع الرائدة وشريك مؤسس لـ”بوكينق” و”برايس لاين” احد اشهر تطبيقات حجوزات الفنادق والسفر وكل ما يتعلق بالخدمات التي يحتاجها المسافر والأسماء كثيرة التي تم اختيارها للحضور والمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي المهم.
الحضور المكثف من السعوديين من الجنسين، وتفاعلهم خلال المؤتمر الذي نظمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع الشبكة العالمية لريادة الأعمال، تمكنت باحترافية عالية في اختيار المتحدثين من 180 دولة وعبر 150 جلسة حوارية ومشاركة نحو 300 متحدث عالمي، فتحت أبواب الحوار والنقاش وأيضا حولت الكثير من الأفكار الى مشروع تخلق فرص عمل وتطور الأعمال من خلال 39 ورشة عمل.
هذا المؤتمر الضخم لم يأتي من فراغ أو دعاية إعلامية، بل جاء من منطلق أن السعودية أعطت ريادة الأعمال، أهمية كبيرة واعتبارها شريك مهم للتنمية الاقتصادية، وخلال جائحة كورونا أثبتت الحكومة السعودية علو كعبها، حينما حصدت خلال الأزمة العديد من شهادات الثناء والشكر والتقدير لإدارتها للازمة باحترافية عالية، وتمكنت من الحفاظ على مشروعات رواد الأعمال وأيضا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حينما طرحت حزمة من المبادرات للحفاظ عليها أو انهيارها، وضخت ما يزيد عن 300 مليار ريال من اجل دعم ومساندة رواد الأعمال، منها تأجيل المطالبات الحكومية وأيضا دعم مشروعات النقل التشاركي وتوصيل الخدمات والأطعمة، وخففت من الإجراءات الحكومية في تأسيس المشاريع التجارية، ومنحت الفرصة للمحتوى المحلي في الحصول على مناقصات محلية والزام المشروعات الحكومية بضرورة تغطية احتياجاتها من السوق المحلي وعبر المؤسسات الصغيرة.
حينما يشهد المؤتمر اتفاقيات بقيمة تزيد عن 13 مليار دولار، فهذا يعزز مكانة السعودية كبيئة جاذبة للرواد المبتكرين والمبدعين في أنحاء العالم، واللافت أن الاتفاقية التي تمت بين وزارة الاستثمار والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بهدف تمكين رواد الأعمال، وكذلك التعاون ما بين “منشآت” والهيئة العامة للسياحة في عدد من المبادرات التي تدعم المجال السياحي، ودخل صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز التنموي بقوة في اطلاق مبادرة مسرعة أعمال في المنطقة الشرقية وتقديم برامج تدريبية وورش عمل من خلال أكاديمية “منشآت”.
وسرق المتحدثون المحليون اهتمام الشباب من خلال الجلسات التي شاركوا فيهان وكالعادة حظيت جلسة وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز باهتمام كبير وتفاعل مع طرحه المختلف وأسلوب نقاشه وخاصة حينما أرادت محاورته وضعه في مازق، وخرج منها باحترافية ودبلوماسية، وشارك أيضا وزير الاستثمار خالد الفالح، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة.
على مدى أربعة أيام، حظي الحاضرين بمشاهدة مجموعة كبيرة من رواد الأعمال العالميين في ردهات وصالات قاعة المؤتمر أو في أماكن احتساء القهوة، وليس بمستغرب أن يرى الشباب بالقرب منهم في طاولة مجاورة، الدكتورة ريبك أهواج من جامعة ستانفورد، أو نبيل كوشك عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للاستثمار الجريء، يشربان القهوة مع نجوزي اوكونجو ايويالا المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، وحشد كبير من الوجوه الملهمة والرواد في صناعة الأعمال وتطوير الأفكار
المهم في هذا المؤتمر أن يكون قد تبلورت لدى القائمين عليه الأفكار وأيضا الاحتياجات التي يطلبها رواد الأعمال ومعالجة الخلل والثغرات وأيضا اطلاق مبادرات تحفيزية منها جوائز للمتميزين والمكافحين وأيضا دعم العلامات التجارية التي تشق طريقها الى العالمية ويتحول هذا المؤتمر الى نادي يلتقي فيها رواد الأعمال وأصحاب المشاريع من كل أنحاء العالم، خاصة ونحن نعلم أن التمويل عنصر مهم وأساسي لتطوير منظومة ريادة الأعمال، وتمكنت السعودية من اطلاق منتجات تمويلية لدعم مشاريع رواد الأعمال، الذين يملكون المهارة والطموح. كلنا امل أن نرى انعكاس هذا المؤتمر العالمي، على أنشطة وبرامج رواد الأعمال في الداخل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال