التحول الرقمي والمُستقبل الواعد

ما أن دخلت التقنية منذ عدة سنوات إلا واصبح هناك العديد من المصطلحات الشائعة والتي تستخدم بطريقة خاطئة! كيف لا؟! فالتحول الرقمي، هو أحد ضحايا الاستخدام الخاطئ بالرغم من أن العالم من حولنا يتغير بشكل مُذهل وسريع مُسابقاً الزمن، ومصارعاً في كل الأقطار والبلدان، ثم عن ما كيفية استخدامها لمنح استقلالية أكبر على مستوى الأفراد والشركات من أجل التنظيم، فـبعد التطور العالمي المذهل في التقنية والأنظمة ودور الشبكات العنكبوتية، والانفجار المعلوماتي، عندما برز بما يسمى التحول الرقمي والذي بدوره أدى إلى اختصار الوقت والجهد ، سرعان ما أصبح هناك تطوير في بيئات العمل وتحقيق الكفاءة العالية في الإنتاجية والمرونة، بخطوات غير مسبوقة حفزت الأسواق الاقتصادية في النمو، لضمان استمراريتها في دائرة المنافسة كيف ذلك؟ حيث أن التحول الرقمي هو عملية انتقالية من الأسلوب والعمل التقليدي البدائي إلى ما يعتمد على الأجهزة الرقمية والتقنيات الحديثة، ووضع برنامج شامل داخلياً بشكل رئيسي وخارجياً بأسلوب فني وبشكل أفضل، وإجراء تحسين بشكل دوري ومستمر لمواكبة العصر الرقمي حتى الوصول الى الهدف المنشود وتطوير الكفاءة التشغيلية بما يضمن الرضاء الجيد، حيث في مختلف أقطار العالم، أصبح ذلك التحول التقني أنموذجًا تقاس به الدول في مستوى التقدم، حيث صنفت المملكة العربية السعودية أثناء جائحة كورونا في قائمة أفضل 10 دول على مستوى العالم، نظراً لما تمتلك من متانة وقوة في البنية التحتية الرقمية،‏‎ تصدرت المملكة رقمياً لتكون في المرتبة الثانية ضمن دول مجموعة العشرين في تقرير التنافسية الرقمية، فهذا إنجاز جديد يؤكد نجاح مسيرة التحول الرقمي في مملكتنا الغالية والجهود المستمرة لبناء القدرات الرقمية وجذب الاستثمارات، والذي يأتي الفضل بعد الله للقيادة الحكيمة في تحقيق لقب “الدولة الأكثر تقدمًا” في التنافسية الرقمية بسبب الدعم الحكومي الشامل للتحول الرقمي في المملكة كجزء من رؤية 2030، الرؤية التي يقودها الابتكار والريادة ومواكبة التقنيات الحديثة، وبعد أن أقر مجلس الوزراء برئاسة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان- يحفظه الله إنشاء هيئة الحكومية الرقمية، هذه الخطوة التي تفتح آفاق جديدة لخدمات الحكومة الرقمية لتركز على إثراء تجربة المواطن والمقيم للخدمات الحكومية ورفع كفاءة نماذج التحول الرقمي الحكومي، وتحقق أقصى استفادة من الاستثمارات التقنية الحكومية، يأتي إنشاء الهيئة في وقت أثبت التحول الرقمي أنه ركيزة النجاح للعالم بعد 2020، وهو دلالة على إيمان القيادة الرشيدة بأهمية الحفاظ على المكتسبات ومواصلة رحلة بناء الاقتصاد الرقمي وتمكين المواطن والمقيم والزائر من الوصول إلى الخدمات الحكومية بطريقة سلسة ومتكاملة.