الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كما نعلم فإنَّ موضوع الضرائب هو موضوع واسع، وشائع ويختلف من مكان إلى آخر وعلى حسب سياسات، وضوابط، وتشريعات كل بلد أو الاتحاد الذي ينتمي إليه. حيث أن الضرائب بالمجمل تكون متقاربة من مكان إلى آخر لكن هناك بعض الضرائب التي تكون موجودة في بلد أو اتحاد ولا تكون موجودة في مكان آخر ويطالب بعض المحللين بالعدالة الضريبية. كل دولة تصمم، وتعمل على تحديث أنظمتها الضريبية بما يتلائم مع ظروفها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية وتسعى أيضا أن يكون النظام الضريبي جذاب لديه مزايا ضريبية وإعفاءات وخاصة للاستثمارات الأجنبية والشركات، والمشروعات وألا يكون هناك تمييز بين الجنسين.
من الضرائب الموجودة وبشكل واضح في أمريكا مثلًا وتحاربها كثير من الدول هي الضريبة الوردية بحيث يكون هناك مبلغ إضافي يجب على المرأة أن تدفعه وطبعًا كمستهلك على المنتجات التي تخص العنصر النسائي. هناك نقاشات وبحوث وغيرها بخصوص مدى واقعية هذا النوع من الضرائب داخل المجتمع الأمريكي وأنَّ هذا النوع يستهدف أكثر المنتجات النسائية مقارنة بالمنتجات الرجالية وأيضا أصل هذه الضريبة عبر التاريخ الأمريكي والسياسات التجارية وأعراف المجتمع الأمريكي والآثار المترتبة عليه.
يعتبر بعض المحللين أن هذا النوع من الضرائب هو فقط للتمييز بين الجنسين ووضع تشريعات، وقوانين تخص جنس عن الآخر. الضريبة الوردية تقاس بعدة طرق ومنها حجم الإنفاق التي تنفقها النساء على شراء منتجات مستهدفة أو خدمات وتخص العنصر النسائي مثل الملابس، ومواد الرعاية الأساسية، والتنظيف، وتصفيف الشعر وغيرها من المنتجات. قد تجد تكلفة الملابس للصغار البنات يكون أعلى 4% من ملابس الصغار الأولاد و7% أعلى بالنسبة للأكسسوارات مثل حقائب اليد، والساعات و8% أعلى للملابس و13% لمنتجات العناية الشخصية وطبعًا لا يوجد أي مبرر أو سبب رئيسي لهذا الاختلاف أو الزيادة.
نوع آخر من الضرائب الموجودة في بلدان عدة، وهي الضرائب المطهرة من الآثام (الانتقائية) حيث يكون هناك تحديد وانتقاء معين لعدد من السلع والقيام بفرض ضرائب عليها والسبب انها ضارة بالصحة العامة أو البيئة. هذا النوع من الضرائب الانتقائية انتشرت انتشار واسع في جميع الدول سواء المتقدمة أو النامية ومثل هذه السلع هو التبغ ومنتجاته والسلع الكمالية (المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة) وأنواع معينة من المخدرات والخمور أو يكون ضررا للبيئة مثل الوقود والسبب في فرض ضريبة على هذا النوع من السلع أو حتى الخدمات هي فرض كعقاب على مستخدميها وأيضا المساهمة في إصلاح ما يمكن أن يسببه هذا النوع من السلع من أضرار سواء للصحة العامة، أو البيئة أو حتى الخزانة العامة للدولة.
نوع آخر من الضرائب، وهو ضريبة السيارات الفاخرة، حيث يرى فريق أنه لتحقيق العدالة الاجتماعية والسيطرة على مظاهر البذخ، والترف وكذلك أسباب بيئية (خفض الانبعاثات لأن هذا النوع من السيارات يستخدم نسبة كبيرة من الوقود والتي تسبب كمية كبيرة من التلوث) يجب فرض ضريبة على السيارات الفاخرة حيث أن وجودها ليس من الضروريات وتدخل تحت مسمى سلع الرفاهية. تدفع ضريبة السيارات الفاخرة من قبل الشركات التي تبيع أو تستورد السيارات الفاخرة. وكذلك تدخل من ضمن إصلاحات ضريبية مع دول المجلس الخليجي والتي أقرتها مؤخرًا وهي التوسع في ضريبة سلع الرفاهية. يوجد بالمملكة شريحة كبيرة من الأثرياء جدًا من يملكون مئات الملايين ” مليارديرات” وقد دخلوا في قوائم الأكثر ثراء بالعالم وكذلك قس عليها بالمقابل البنوك والمؤسسات المالية والشركات والتي تجني أرباح خيالية سنويًا ولا يهمهم ضريبة هنا أو هناك ولا تمثل لهم شيئًا بعكس المواطن العادي الذي يملك سيارة اقتصادية عن طريق التقسيط وبجانب الضرائب ومصاريف التشغيل والصيانة وغيرها.
ضرائب السيارات الفاخرة تختلف من بلد إلى بلد آخر حيث تصل مثلًا بالهند إلى 43% (ضريبة 28% و15% ضريبة إضافية على نوع معين من السيارات) وفي استراليا 33% وبالسويد 20% وامريكا 15% والصين 10% والمغرب 20% والنسبة تتفاوت وقد تكون أقل أو أعلى وذلك بناء على الاستراتيجية الضريبية لكل بلد.
نوع آخر من الضرائب، وهي ضريبة على الأثرياء جدًا حيث يرى فريق من المتابعين الماليين أنه ولتحقيق العدالة الاجتماعية يجب فرض ضريبة على الأثرياء جدًا بالمملكة ولو بنسبة 3% حيث أنَّ هذا النوع من الضرائب على فئة معينة من الشعب تكون ملاءمة لتطبيقها ويتحدد مقدار الضريبة المستحقة من خلال تطبيق سعر معين قد يكون نسبيًا أو تصاعديًا، بالطبقات (الفئات) أو بالشرائح (الأجزاء). ويعرف ( جاكى بريسبيوس) بأن العدالة الضريبية “هي التي تعمل على أن تكون منصفة وذلك بتوزيعها للعبئ الضريبي بحيث يتحمل كل واحد جزئه العادل، وهي بالتالي أداة يتم من خلالها تقسيم عبئ النفقات العامة على كل الملزمين وتعمل على التخفيف من التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع”.
وأيضا يرى هذا الفريق أن هذا النوع من الضرائب يسهم في تحقيق أهداف معينة ومحددة كأهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية وتستخدم في تحقيق الاستقرار عبر الدورة الاقتصادية. وأيضا هذا النوع من الضرائب (ضريبة السيارات الفاخرة وضريبة على الأثرياء جدًا) تساعد الدولة على دفع تكاليف التعافي من الوباء وسد العجز في الموازنة العامة وكذلك مساعدة شريحة معينة من المجتمع وهي العائلات من خلال التركيز على الطفولة، والأسرة، والتعليم، والصحة.
أخيرًا، فالضريبة كفكرة هي شكل من أشكال إعادة توزيع الدخل حيث يتم توجيه حصيلة الضرائب على الإنفاق العام عن طريق تقديم الدعم النقدي أو العيني لمحدودي الدخل والإعانات للعاطلين عن العمل وكذلك التعليم، والصحة، والإسكان وغيرها من الأمور التي تساعد على إعادة توزيع الدخل والتخفيف من حدة الفوارق الاجتماعية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال