الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
فعندما سألت نفسي قبل ان أتناول موضوع المواطنة الرقمية وماهو مفهومها! ماذا أحدثت الثورة التقنية وتقدم التكنولوجيا في هذا العصر، ومَن لا يستخدم الإنترنت في القرن الحادي والعشرين، وهل هي أداة فعالة في تشكيل الصداقات والعلاقات بين الناس، ومدى فائدتها وأضرارها ؟ وهل تستخدم بالشكل المطلوب والجيد، والذي وضعت من أجله ؟ وهل من الممكن أن تؤثر سلباً وتكون مضيعة وهدر للوقت دون فائدة ؟ وهل تشكل خطراً على صغار السن؟ وما هي الآلية الصحيحة التي يجب إتباعها للحد من تجنب هذه السلبيات وتجنب مخاطرها، وكيف نمثل أنفسنا ونعتز بالهوية الوطنية والدفاع عنها لنمثل المواطن الرقمي الصحيح ؟
نظراً لتطوّر التكنولوجيا باستمرار، فإن مفهوم المواطنة الرقمية ليس ثابتاً، بل يتغيّر ويتطوّر باستمرار.
أن المواطنة الرقمية او بما يسمى بثورة الاتصالات وتقنية المعلومات مفهوم يطلق على الشخصية الرقمية لمستخدم الإنترنت ، فعندما يتواصل مع الآخرين، او يتصفح الإنترنت، هو يمثل وطنه أولاً ونفسه ثانياً في شتى بقاع الأرض، وبالرغم من أنها متشعبة فقد قد تكون أداة فعالة وجيدة في تسهيل الوصول الى المعلومة المفيدة، والتواصل وبناء العلاقات الجيدة في مختلف أقطار العالم، وقد تكون العكس تماماً، إذا لم تستخدم بالشكل الصحيح، فتكون مؤثرة سلباً على مستخدميها، وتشكل خطراً على إضاعة الوقت وهدره دون فائدة ـ حيث أن العديد من الدراسات العلمية تشير الى أن الجلوس أكثر من 4 ساعات يومياً أمام شاشة الهاتف الذكي او ما سواه ، يعتبر إدمان! وتصنفه بعض الدراسات بالسلوك الخاطئ.
كما أن بعض المواقع في بعض الأحيان قد تكون المعلومات التي تنشر من خلالها على صفحات مواقع الإنترنت غير صحيحة، أو تجيّش ضد بلدان لأُخرى، وقد تشكل خطراً، عندما تتعرض بيانات المستخدمين للسرقة، ليس لقلة الأمان بها، بل لوجود بعض الثغرات الأمنية للمخترقين، والتي من خلالها يمكنهم سرقة بعض البيانات الشخصية ، او تستغل بطريقة أو بأخرى، بهدف الحصول على بعض المعلومات المهمة والسرية، كما يعاني بعض مستخدمي الإنترنت إلى التعرض الى المضايقة والتنمر والابتزاز، وهذا الأمر شائعاً بشكل كبير عند الأطفال والمراهقين ، بغض النظر عن كون المحتوى بعض الأحيان غير مناسب لهذه الفئة العمرية، او قد يكونوا مستهدفين بالتجنيد ضد بلدانهم وأوطانهم من قبل الغير.
كما يجب علينا إتباع سياسة الاستخدام العادل، ومعرفة المسؤوليات والحقوق الرقمية، والوقت المثالي المتزن في استخدام التقنية ، وأن نتصفح كل ما يعود علينا بالفائدة، كما يجب التنبيه على الوالدين مراقبة أبنائهم، وما يتصفحه الطفل او المراهق، ووضع حداً معين ووقت لهم ، كما يجب المحافظة على الخصوصية والسرية للمعلومات، وعدم إفشائها للغير، للمحافظه على هوياتنا وبياناتنا والاعتزاز بها والوقوف في وجه كل من يحاول الإساءة لنا وإلى وطننا الغالي.
أخيراً .. لا يمكن للمواطنين الرقميين تحقيق الإمكانات الكاملة للتجارب الإيجابية في عالم الإنترنت إلا من خلال المواطنة الرقمية، وأن رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠م اهتمت بإعداد المواطن الرقمي قيمياً ومهارياً، ووضعت القوانين التي تكفل له الأمن الرقمي، وتشجعه على العطاء والإبداع والريادة العالمية في العصر الرقمي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال