الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بداية.. وحسب إحدى الدراسات الشهيرة، هل تعلم أنه يوجد أكثر من 200 مليونير عصامي لا يشاهدون التلفزيون ولا يقضون ساعات طويلة في وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما يقرأون ويستمعون إلى الكتب الصوتية، بشكل دوري..؟
ومن هذا المنطلق، قام “مايكل سيمونز”، وهو المؤسس المشارك لإحدى منظمات دعم رواد الأعمال الشباب، بصياغة قاعدة “الخمس ساعات” والتي يطبقها أكثر الأشخاص نجاحاً في العالم، ويُمكن اختصارها في نقاط محددة، كالتالي:
– يخصص الناجحون ما لا يقل عن ساعة يومياً للتعلم والتدريب، حيث يكتسبون معلومة أو خبرة جديدة كل يوم، خاصةً مع نضوج التقنيات الجديدة وإعادة تشكيل الصناعات، غالباً ما يكون هناك نقص في الأشخاص ذوي بعض المهارات والخبرات، أو بعض المنتجات المطلوبة، مما يخلق إمكانية الحصول على إيرادات عالية. ويتضح ذلك جلياً في المجالات التقنية المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والمدن الذكية وغيرها.
– يقضي الناجحون بعض الوقت كل يوم، كذلك، في التأمل والتفكير وتحليل ما مروا به من مواقف، من خلال التقييم الذاتي، والاستفادة من دروس الماضي، وذلك للتحسين المستمر في أداءهم بعد التعلم من أخطائهم. وهم يتميزون بعدم التردد أو الخشية من المحاولة والتجربة، حيث يعلم الناجحون ان هناك هامش للخسارة أو الفشل، ولكن لا يترددون في المغامرة والتجربة، حسب خبراتهم المكتسبة.
– التركيز يومياً على تحويل المعرفة إلى أموال ونتائج، حيث يحرص الناجحون على التفكير في اتباع طرق عديدة لتحويل المعرفة إلى قيمة حقيقية في الحياة، مثل بناء مشروع تجاري ناجح، أو استخدام المعرفة كمجال استشاري، أو بناء سمعة ذهبية او براند مميز من خلال خدمات ذات قيمة، أو البحث والعثور على وظيفة بأجر جيد.
– التعرف، بشكل إسبوعي، على كيفية الاستثمار المالي في سبيل هدف الحصول على أعلى عائد. ولذلك، نجد أن الناجحون لديهم دائماً مجموعة كتب مناسبة كمراجع لهم، وأيضاً حاصلين على دورات تدريبية عبر الإنترنت، لتحقيق أهدافهم في إدارة الأعمال والمشاريع. وكذلك، فهم يقومون بدراسة وتطبيق الشروط المالية الأساسية، مثل العائد على الاستثمار، وإدارة المخاطر، والتنويع في الاستثمار المعرفي، وغيرها.
– يقوم الناجحون بالتفكير بطرق ابتكارية، بشكل يومي مستمر، حيث أنه ومع ارتفاع تكاليف الحياة، ومنها التعليم والرعاية الصحية، فهم يعلمون أنه من المرجح أن يؤدي الابتكار في هذه المجالات إلى اتباع طرق مختلفة من أجل خفض التكاليف عن الجهات ذات الصلة بشكل كبير، وقد يكون ذلك من خلال الاستثمارات، أو تقديم الخدمات عبر الإنترنت حصرياً، أو دعم وتوفير التدريب للمهارات المطلوبة في سوق العمل.
وذلك جميعه ينتج من .. المعرفة.
وربما يكون أفضل مثال على القيمة المتزايدة للمعرفة هو صناعة السيارات ذاتية القيادة، حيث أقدمت شركة “أوبر” على دفع مبلغ يُقدر بنحو 700 مليون دولار لشركة “أوتو”، وهي شركة حديثة يعمل بها 70 موظفاً فقط، وذلك يدل على أن “معدل قيمة المواهب” السائد هذه الأيام هو نحو 10 ملايين دولار.
وأخيراً وليس أخراً، فإن العمل الجاد هو نهج العصر الصناعي الحديث للمضي قدماً، بينما التعلم الجاد هو ما يعادل الاقتصاد المعرفي. وفي مجالات التكنولوجيا والاقتصاد وسياسات الدول، فإن ثروات الموارد المادية تتراجع بشكل كبير من حيث القيمة والأهمية، حيث تتفوق قوى التفكير والابتكار والاستحواذ الذكي على الفرص.
وهناك مقولة شهيرة للكاتب “ألفين توفلر” وهي: “لن يكون الأمي في القرن الحادي والعشرين هو من لا يعرف القراءة والكتابة، بل سيكون هو الذي لا يستطيع التعلم، وحذف ما تم تعلمه أحياناً، ثم إعادة التعلم من جديد”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال