الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ستتسارع وتيرة الحرب على مصادر الطاقة الأحفوري و النفط تحديدا من قبل الغرب المتطرف ضمن ملف المناخ الذي سيزداد شراسة في المرحلة المقبلة، ومن خلال تشريعات قاسية في قطاع النقل الأعلى استهلاكا لمنتجات النفط عالميا، والذي يشمل خدمة الركاب والبضائع بوسائط النقل البرية والبحرية (المركبات والحافلات والشاحنات والقطارات والعبّارات)، فالنفط هو أساس أهم منتج مكرر بنسبة تصل إلى 45% كوقود وهو البنزين، ومع اعتبار الديزل ومنتجات أخرى، فمجمل المستخرج من برميل النفط الواحد يصل لحوالي 67% كوقود مستخدم في قطاع النقل.
الحاصل اليوم ومن الولايات المتحدة تحديدا، هو استعداد عدة ولايات لتفعيل قانون حظر السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل خلال السنوات الثماني المقبلة، وهذا التشريع الذي أطلق عليه اسم “السيارات النظيفة 2030″، قد تم التوقيع عليه مؤخرًا من قبل حاكم ولاية واشنطن – التي تصدرت كل الولايات الأمريكية في هذا الطريق – الديموقراطي “جاي إنسلي”، والذي ينص بالحرف على أن “جميع مركبات الركاب والمركبات الخفيفة المملوكة ملكية عامة والخاصة لعام 2030 أو ما بعده والتي يتم بيعها أو شراؤها أو تسجيلها في ولاية واشنطن تكون سيارات كهربائية “.
لم تهمل ولاية واشنطن حقيقة أنه سيكون هناك الكثير من الأسر متوسطة ومنخفضة الدخل غير قادرة على شراء السيارات العاملة بالكهرباء لارتفاع كلفتها، فبدأت العمل على توفير التنقل مجانًا في الحافلات والعبارات والقطارات، وكل ذلك دون تحميل أي تكلفة مواصلات لهذه الأسر، لذلك تم توجيه مجلس تنسيق المركبات الكهربائية المشترك بين الوكالات – الذي تم إنشاؤه بموجب القانون الجديد – لإكمال خطة تحديد النطاق لتحقيق هدف 2030، وعليه فقد تم سن تشريع ضمن أجندة مناخية بقيمة 17 مليار دولار تسمى “التحرك إلى الأمام بواشنطن”، وهي تشمل هذا الجانب ضمن ما هو متعلق أيضا بالعبّارات والسكك الحديدية فائقة السرعة الكهربائية الهجينة.
وفي ولايات أخرى، يقوم حكامها على العمل لإقرار تشريعات جديدة – كمرحلة أولى – استجابةً لارتفاع تكاليف المركبات الجديدة، مثل ما يقوم به حاكم كاليفورنيا الديموقراطي “جافين نيوسوم” بتعزيز النقل المعتمد على الطاقة الكهربائية في الولاية من خلال توفير ثلاثة أشهر من النقل العام المجاني، وحوافز فورية لدعم استخدام المركبات الكهربائية وإنشاء محطات الشحن، وتمويل مشاريع محلية واسعة لركوب الدراجات والتشجيع على المشي.
بصرف النظر عن أي تبعات اقتصادية أو اجتماعية باهظة الثمن، ومع إهمال تام لكل الحقائق على أرض الواقع التي تفيد بأهمية تكامل مصادر الطاقة المتنوعة، والأرقام كما جاء في تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكي بأن النفط سيكون متصدرا لكل مصادر الطاقة في عام 2050، إلا أن هذا لن يثني اليسار المتطرف من إكمال مسيرته في محاربة النفط في المرحلة القادمة من خلال تحييد قطاع النقل، المتهم الرئيس والمسؤول عن انبعاث غازات الاحتباس الحراري حسب ادعائهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال