الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بُعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي العام 1944 اجتمع ممثلون لأربع وأربعين دولة لوضع الخطط من أجل استقرار النظام العالمي المالي وتشجيع إنماء التجارة.
واتفقوا بموجب اتفاقية بريتون وودز (Bretton woods) لعام 1944 على تعيين الدولار عملة مرجعية في الاقتصاد العالمي، ومعيارا نقديا دوليا لكل عملات العالم؛ مقابل تعهد الولايات المتحدة الأمريكية أمام دول العالم بأنها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات.
حيث تنص الاتفاقية على أن من يسلم البنك المركزي في الولايات المتحدة الأمريكية 35 دولارا يسلمه أوقية من الذهب.
أي أنه بإمكانك استبدال 35 دولارا بأونصة من الذهب وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية تتعهد بذلك. وبناء عليه أضحى الدولار الأمريكي عملة موثوقة و مغطاة بالذهب واكتسب ثقة دولية، وذلك لاطمئنان الدول لوجود غطاء ذهبي.
فقامت الدول بجمع أكبر قدرا من الدولارات في خزائنها على أمل تحويل قيمتها إلى الذهب في أي وقت تحتاج إليه.
واستمر الوضع على هذا الحال حتى خرج الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في السبعينيات ليصدم العالم بأن بلاده تتراجع عن التزامها وتعهدها الوارد في اتفاقية بريتون وودز (Bretton woods) للعام 1944 وأنها لن تسلم حاملو الدولار مقابله من الذهب، ليصعق العالم بأن الولايات المتحدة كانت تطبع الدولارات على المكشوف دون وجود أي غطاء ذهبي، أي أنها حققت ثراء مالي بورقة خضراء غير مغطاة بالذهب، حيث أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون حينها أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تقوم بتعويم الدولار وتركه يتحرك ويتغير أمام العملات الرئيسية وفقا لنسبة العرض والطلب.
بحيث يؤدي ازدياد الطلب على العملة إلى ارتفاع سعرها والعكس صحيح. والاعتماد على أن الدولار قوي بسمعة أمريكا واقتصادها.
لقد تعرض العالم لصدمة كبرى لم يتمكن من التصدي لها، فأي دولة سوف تعترض أو ترفض هذا النظام النقدي الجديد المكشوف سيعني أن كل ما في خزائن هذه الدول من مليارات الدولارات وفي بنوكها مجرد ورق بلا قيمة وهي نتيجة مدمرة لاقتصاد أي دولة.
سميت هذه الحادثة المروعة صدمة نيكسون (Nixon Shock) ومع ذلك خشي الأمريكان أن ينهار الدولار العائم في أي لحظة.
فزار وزير الخارجية الأمريكي في حينه هنري كيسنجر المملكة العربية السعودية وأبرم اتفاقية تعزز التحالف الأمني والعسكري الاستراتيجي بين البلدين مقابل أن تبيع المملكة نفطها بالدولار الأمريكي ليبقى صامدا بعد انكشافه، و بموجب هذا الاتفاق صمد الدولار.
أعتقد أن عدم التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاق يعني أنه بإمكان الرياض تعرية الدولار الورقي غير المغطى بالذهب.
والاتجاه شرقا نحو اليوان الصيني أو إلى سلة من العملات أو درهم سعودي خاص ببيع النفط السعودي الخيارات كثيرة. نحن السعوديون من ننقذ الحلفاء وليس العكس.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال