الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الكثير والكثير من الإداريين والتقنيين يدّعون بأن فكرة وأعمال وإدارات استمرارية الأعمال ما هي إلا مضيعة للوقت والمال وأن الأولى هو الاستثمار بأجهزة حاسوبية متقدمة أو توظيف كوادر بشرية متخصصة في مجال تقنيات المعلومات والأمن السيبراني أو حتى حوكمة وإدارة البيانات فهم أنفع وأعظم فائدة من توظيف شخص متخصص في مجال إستمرارية الأعمال.
ولا أخفيكم سراً، ومن مبدأ الكثرة تغلب الشجاعة كادت نفسي تميل لصحة هذه الجملة ولذلك قررت اليوم أن أشاركم ما جال ودار في خاطري بهذا الشأن. سأستعرض في مقالتي اليوم ثلاث قصص تفند ثم تؤكد أو تنفي مقولة “إستمرارية الأعمال ما هي إلا مضيعة للوقت والمال” ولكن قبل ذلك دعوني أعرفكم بأهل هذا المجال. بعد مراجعتي لأهم التعريفات العالمية في هذا الشأن وصلت الى تعريف أدبي مناسب وهو أن أهل هذا التخصص ما هم الا جماعة متطرفة من جماعات المتخصصين في مجال إدارة المخاطر وتوقعاتهم المستقبلية سوداوية قاتمة وكارثية مثل الحروب والزلال والبراكين ثم يخططون لتفادي أو تجاوز تلكم الكوارث. وبعد التعريف حق لكم على سرد القصص الثلاث.
القصة الأولى – غير متأكد من صحتها- مفادها بأنه في الحرب الخليجية الأولى عندما غزت العراق الكويت أستطاع منسوبي الهيئة العامة للمعلومات الوطنية أخذ نسخ احتياطية من الأجهزة الحاسوبية والتي تحتوي على كافة المعلومات اللازمة عن مواطني الكويت والمقيمين وبعد انتهاء الغزو تم الاستفادة من هذه النسخ في استرجاع كافة البيانات والمعلومات بسهولة. ولو فضل الله ثم ما قام به هؤلاء الأبطال لكانت الكويت تعاني وحتى يومنا هذا من تنظيم المواطنين والمقيمين ولربما حصل الكثير من التزوير والتضليل.
القصة الثانية، في عام 2004 ضرب تسونامي إحدى عشر دولة وكانت تايوان إحدى تلك الدول. وما لا يعرفه الكثير بأن تايوان من أهم دول العالم المصنعة للأقراص الصلبة التخزينية للأجهزة الحاسوبية ومن أشهر شركاتها أو مصانع للشركات الامريكية فيها هي شركتي سي جيت وشركة ويست ديجيتال. بسبب التسونامي غرقت جميع مصانع وأجهزة تلكم الشركات وكادت أن تفقد دولة تايوان تقدمها التقني في هذا المجال. ولكن مدراء الشركات التنفيذين كان لهم رأي أخر حيث استدعوا الناجين من تلك الكارثة وحتى المتقاعدين منهم وطلبوا منهم التأسيس مرة أخرى. لولا فضل الله ثم ما قام به الناجين من تلك الكارثة الطبيعية لفقدت تايوان مكانتها العالمية التي تفخر بها.
القصة الثالثة “كارثة فوكوشيما”، في عام 2011 وبعد زلزل اليابان الكبير تأثر المفاعل النووي الموجود في مدينة فكوشيما المغذية لمدينة طوكيو بالكهرباء. ملخص القصة أنهم استطاعوا تبريد المفاعلات عن طريق الاستعانة بمياه البحر كحل أخير ولا يمكن لليابانيين الاستفادة من هذه المحطة للأبد. والعبرة أنه لو لا وضوح الإجراءات المتبعة في هذه الكارثة لكانت كارثة فوكوشيما أكبر كارثة من تشرنوبل.
خلاصة القصص أنه لولا فضل الله ثم أشرطة النسخ الإحتياطي المتوفرة في ذاك الوقت وكذلك لولا الاستعانة بالكفاءات البشرية الناجية وأيضاً لولا وضوح الإجراءات لمفاعل فوكوشيما لعانت دولة الكويت وتايوان واليابان مر الحياة.
من هنا نثبت أن إستمرارية الأعمال ليست بمضيعة للوقت والمال ويشرفني أن أتقدم لمنسوبي تلكم الإدارات بالشكر الجزيل وأنتم أبطال ولم يعرف حقكم الا عالم ولم ينقص شأنكم الا جاهل
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال