الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المعلوم لدى الكثير أن أول من اكتشف القهوة هم العرب، ولكن الغرب هم من أبدعوا في تحضيرها، بل جعلوا العرب يتباهون بحملهم لأكواب القهوة التي طُبع عليها علاماتِهم التجارية!
فالبعض يذهب لمتاجر عالمية ويحاضر عن دعم المنتج الوطني!
والبعض الآخر يتاجر بمصطلح “المنتج الوطني” ويجعل المصطلح ذريعة لرداءة منتجه!
اجعلوا مصطلح الجودة ملازماً لـلـ ” المنتج الوطني” دائماً.
ليكون الناتج النجاح وتكون المحصلة فخراً.
تابعت خلال الفترة الماضية الكثير من حملات مقاطعة المنتجات بشتى أنواعها والتي ومن وجهة نظر شخصية لم أرى نجاح إلا القليل جدا منها.
والمتابع الدقيق سيجد أن سبب حملات المقاطعة هي في الغالب لارتفاع سعر المنتجات فتكون ردة الفعل من المستهلك بمقاطعتها وهذا التصرف صحي لكبح جماح جشع بعض التجار وحرصهم على التسعير.
ولكن لفت نظري حملة مقاطعة المقاهي والتي شُن عليها حرباً ضروساً خلال الفترة الماضية وأقول لفتت نظري لأني وجدتُ الكثير من المقاطعات والحروب تقوم على هذا القطاع بالذات بلا مبرر!
ففي الفترة الماضية قام الكثيرون بانتقاد هذا النوع من التجارة وأنها غير مربحة وغير جاذبة، والبعض انتقد التجارة بان كل من “هبّ ودبّ صار صاحب كوفي” بل أصبح البعض يهيئ لك ان كوب القهوة هو سبب فقّرك!
واخيراً قاموا بشنّ حملة مقاطعة عليهم بسبب ارتفاع أسعار بعضها، وكأنهم نسوا او تناسوا انهم ينتقدونها في هواتفهم الذكية وهم يجلسون على كراسي هذه المقاهي!
دعوني اذكركم في بعض الأمور المهمة التي تتعلق بهذا القطاع، فأولا أحد مستهدفات الرؤية لرفع جودة الحياة زيادة عدد المقاهي إلى 1032 مقهى لكل مليون فرد في حلول عام 2030م وهو رقم اعتقد تجاوزناه مع الأخذ بالاعتبار ارقام المقاهي التي تغلق النشاط بشكل يومي.
ثانياً قامت وزارة الموارد البشرية باستهداف هذا القطاع وتوطين وظائف كثيرة فيه.
ثالثاً الكثير من الشباب والشابات يدخلون هذا القطاع كملاّك للمقهى وايضاً كعاملين به، وكثير من العوائل تجدهم يعملون في هذا المقهى أبناء وآباء فالجميع يحتسي القهوة بجميع مسمياتها وأشكالها لذا يسهل عليهم احتراف تقديمها وتحضيرها.
المعطيات التي ذكرتها هي جزء بسيط مما يجب على المستهلك معرفته، والجزء الأهم ان لا تكون أيها المستهلك متلقي ناكراً للجميل او أداة في يد البعض لتصفية الحسابات الشخصية، فالكثير أصبحت المقاهي لهم نوع من الترفيه وللطلاب مكاناً للدراسة، وللعاطلين مكاناً للعمل، ولبعض المتقاعدين مكاناً لكسب الرزق فدمجهم ووصفهم بالسوء والجشع هو تعميم خاطئ، ومساهمتك في خروجهم من السوق هي مساهمة في زيادة نسبة البطالة والتي تحاربها جميع الدول، انتقدوهم وصححوا مسارهم فهم ابناءنا واخوتنا انتقدوا للإصلاح وليس للتدمير فالسوق كفيل بترك الجيد منهم وإخراج السيء وليس انتم.
أخيراً همسة في أذن أصحاب المقاهي:
أصعب خطوة في تجارتك هي دمج الجودة مع اعتدال اسعارك فالخيارات كثيرة ولا تعتقد ان تصبح مليونيراً من أول مشروع او فرع.
قيل لي:
سنقاطع المنتجات؟
فأجبت: لا تقاطعوا البيضة وتتركوا الدجاجة!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال