بدعوة كريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – يقوم فخامة الرئيس/ جوزيف بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية يومي 16 و 17 ذي الحجة 1443هـ، الموافقين 15 و 16 يوليو 2022.
ان هذه الزيارة الرسمية هي امتداد للعلاقات التاريخية والشراكة العميقة بين البلدين والتي تمتد لأكثر من تسعة عقود اتسمت بالمصالح المشتركة، والتعاون في مختلف المجالات إضافة الى الاستثمارات البينية وتعميق التبادل التجاري، والعمل المشترك الذي يسهم في الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق الطاقة.
لقد سعت المملكة كعضو في مجموعة العشرين الى المشاركة الفاعلة في تحقيق الاستقرار للاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا وما تبعها من أزمات اقتصادية أخرى ومن هذه المنطلقات تعد الولايات المتحدة الامريكية الشريك الأساسي في هذا الاستقرار فضلا عن نمو التبادل التجاري بين البلدين. اذ تشير بيانات الهيئة العامة للإحصاء الى ان صادرات المملكة الى الولايات المتحدة عام 2019م بلغت اكثر من 49 مليار ريال وكانت أهم السلع الوطنية المصدرة إليها: منتجات معدنية، ألومنيوم ومصنوعاته، أسمدة، منتجات كيماوية عضوية، مصنوعات من حديد في حين بلغت قيمة واردات المملكة منها في ذات العام اكثر من 71 مليار ريال وتمثل نسبة 12% من إجمالي قيمة واردات المملكة، وكانت أهم السلع المستوردة منها: سيارات وأجزاؤها، آلات وأدوات آلية وأجزاؤها، مركبات جوية، أجهزة طبية وبصرية وتصويرية وأجزاؤها، أجهزة ومعدات كهربائية وأجزاؤها.
ان هذه الزيارة هي امتدادٌ للحراك الاقتصادي الدولي الذي توليه قيادتنا الحكيمة جل اهتمامها في ظل التطور والنمو المتزايد في المشهد الاقتصادي السعودي والذي يحظى باهتمامات دولية تؤشر الى أهمية المملكة وثقلها الاقتصادي والسياسي وصولا الى تعزيز المكونات الاقتصادية المشتركة وترجمتها الى أنشطة اقتصادية متنوعة اضافة الى خلق المزيد من المبادرات والفرص الاستثمارية الجديدة مما تعكس النظرة الامريكية للدور السعودي الحيوي الهام كأول دولة عربية يزورها فخامته وهو ما يعكس أيضا الأهمية البالغة التي تنظر بها قيادة الولايات المتحدة للمملكة ودورها الحيوي في تعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم.
في حين ينظر العالم اجمع الى ان مثل هذه العلاقات مرتكز أساسي لترسيخ الجهود المتبادلة نحو المزيد من الامن والاستقرار ومكانة البلدين في مجموعة العشرين ودعم جهود المملكة في مكافحة التغير المناخي ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها سمو سيدي ولي العهد وقد عبّرت عن ذلك الدعم من خلال مشاركة المبعوث الخاص للرئيس بايدن جون كيري في المؤتمر الدولي الذي استضافته الرياض في أكتوبر 2021. إضافة الى تنسيق الجهود المشتركة من خلال القمة المشتركة التي تستضيفها المملكة في اليوم الثاني من الزيارة
مجمل القول: زيارة الرئيس جو بايدن إلى المملكة ولقاءه مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، يعكس استشعار قيادتي البلدين لحجم التحديات المُشتركة وأهمية رفع التنسيق إلى أعلى مستوياته، تعزيزًا للنهج الثابت الذي تتميز بها العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ولما يُشكله البلدين من دور محوري في جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين انطلاقًا من مكانتهما السياسية والأمنية والاقتصادية وعضويتهما في مجموعة الـG20.