3666 144 055
[email protected]
على مدى اربعة قرون لم تستحم اوروبا، كان الإيمان السائد بأن الاستحمام يجلب الامراض و مضر لصحة الانسان هو المسيطر في تلك الفترة ابتداء من القرن الخامس عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر.
ومن الغريب ان ذلك الاعتقاد الخاطئ جاء في وقت شهدت أوروبا فيه نهضة علمية وصناعية، وقادت العالم في اكتشافات غيرت مجرى التاريخ.
والمتابع اليوم لردة فعل القارة الاوروبية امام الحرب الروسية التي تكاد تبتلع أوكرانيا يشعر بالغرابة كيف تفكر تلك الشعوب، واي فخ أوقعت نفسها فيه نتيجة سذاجة المعتقدات التي يعتقدونها.
وهي تستجدي عدوتها روسيا والعالم بإمدادها بالطاقة التقليدية من نفط وغاز وكيف كانت قبل وقت قصير تحارب العالم لإيقاف الاستثمار في الطاقة التقليدية والتخلي عنه بل وبكل جرأه قامت بعدة محاولات لفرض ضريبة على انتاج النفط.
اوروبا التي شنت حرب طويلة ضد مصادر الطاقة التقليدية من نفط وغاز ، وترويج للطاقة البديلة من مصادر الشمس والرياح على انه البديل المنافس للطاقة التقليدية لدرجة انها وضعت تواريخ محددة للاستغناء عن الطاقة التقليدية .
استيقظت اليوم بعد الحرب الروسية الأوكرانية على حقيقة الطاقة البديلة التي تمتلكها لا تستطيع من خلالها الاستغناء عن الغاز الروسية ولا حتى بنسبة ضئيلة.
وقد بدأنا نسمع على غير العادة التوجهات الرسمية للاستثمار في الطاقة التقليدية، وبدأت وسائل الاعلام الاوروبية تنشر الرأي الآخر عن عدم واقعية مؤيدي التغير المناخي صراحة.
حرية الرأي في الوسائل الإعلام الأوروبية تقف دائما امام من لا يؤمن بالتغير المناخي، وليس ذلك فقط بل يتعرض الى الاقصاء والعزلة المجتمعية كل من حاول معارضة من يؤمن بالتغير المناخي تماما كما كانت تقوم به الكنيسة سابقا بمعاقبة من لا يؤمن بمعتقداتها.
اليوم اوروبا والعالم في مرحلة جديدة بالنظر الى الطاقة التقليدية، بعد معرفة اوروبا ان الطاقة البديلة لا تستطيع ان تأكل الاقتصاد خبزا، وما زالت في المراحل الأولى في منافسة الطاقة البديلة .
عودة اوروبا إلى الاستثمار في الطاقة التقليدية بأراضيها سيغير كثير من التوجهات العالمية التي شرعت بالتوجه للطاقة البديلة تحت ضغط المنظمات الدولية وستتوقف كثيرا من مشاريع الطاقة البديلة بعد انتقال الاستثمارات الى الطاقة التقليدية
وسيختفي مؤيدي التغير المناخي حول العالم ولا استغرب ان يعاملوا كما يتعاملوا مؤيدي المنظمات الارهابية التي تحارب من يختلف معها بالرأي.
فهل الحرب الروسية. ستجعل أوروبا تعود للاستحمام مرة اخرى وتتخلى عن فكرة الاستثمار في الطاقة التقليدية مضرا للمناخ والإنسان.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734