الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ترددت كثيرا قبل البدء في كتابة هذا المقال، والسبب يعود في الدرجة الأولى إلى تقلص استخدام مكائن الصرف الالي من قبل عملاء المصارف.
التراجع في استخدام مكائن الصراف الالي بدأت بوادره بالوضوح مع جائحة كرونا في ٢٠١٩ – ٢٠٢٠ ، واستمرت بعد ذلك بالتراجع. سارع في حدوث ذلك الانكماش في استخدام مكائن الصراف الالي قلة حاجة العملاء للنقد، و توفر وسائل اخرى مختلفة للدفع.
لكن بعد المراقبة و التقصي، وجدت بأن مؤشر التراجع في استخدام مكائن الصراف الالي صحيح، ولكنه غير دقيق، ولا يظهر كامل أبعاد الصورة، ولا اختلاف نوع الخدمات المقدمة وتطورها لتتواكب مع المتغيرات المستمرة و الملاءمة لحاجات واغراض العميل المصرفية.
حيث ان اليوم النقد (الكاش) اصبح في طريقه إلى الانحسار التدريجي من الاسواق، وكما أشار مؤخرا محافظ البنك المركزي السعودي، بأن النسبة المستهدفة لاستخدام النقد من مجمل عمليات البيع هي فقط ٣٠ % من مجمل العمليات المتوقعة في عام ٢٠٣٠. في رأيي الشخصي ، بلوغ ذلك الهدف سيكون اسرع من ما هو متوقع.
في المقابل وبالرغم من التوجه الحالي العام بتقليل الاعتماد على استخدام النقد، الا ان مكائن الصراف الالي مازالت حاضرة.
لن أقول هي في ازدياد، ولكنها كما اسلفت حاضرة، و بوضوح. تطورت و اختلفت استخداماتها، تعددت اغراضها، و تنافست المصارف فيما بينها بتقديم خدماتها المختلفة عبر مكائن الصراف الالي الخاصة بها، والتي كانت في الأصل تستخدم في الحصول على النقد بصورة رئيسية.
اليوم أصبحت المصارف تتنافس فيما بينها بتقديم الخدمات المختلفة الخاصة بها بصورة مستقلة ومتميزة عن المصارف الاخرى المنافسة لها، وذلك عبر مكائنها المنتشرة في كل مكان. خدمات مصرفية عادة ما تقدم لعميل المصرف نفسه، دون غيره من عملاء المصارف الاخرى.
اليوم، اذا ما أراد العميل الحصول على خدمة محددة – مثل: كشف مفصل لحسابه المصرفي، استخراج بطاقة صراف، اصدار دفتر شيكات، تسديد مخالفة مرورية، الإيداع النقدي، وغيرها، فسيترتب عليه في الغالب التوجه إلى مكينة الصراف الخاصة بمصرفه.
وهذا يقودنا إلى التحدث عن الدافع الرئيسي لطرح مثل هذه المبادرة المقترحة عبر صحيفتكم “مال”، التي عودتنا على أن تكون احد اهم الحاضنات لكثير من المبادرات الاقتصادية المهمة، والتي اتمنى ان تكون هذه المبادرة المقترحة أحدها.
مبادرة مصرفية تدعو إلى ربط جميع مكائن الصرف الالي التابعة للبنوك الوطنية السعودية ببعضها البعض، وذلك لتمكين العميل من استخدام اي مكينة صرافة الية تابعة لأية مصرف يعمل داخل المملكة، وكأنها مكينة مصرف العميل حيث يوجد حسابه.
على أن يتم ذلك الربط بين الخدمات المصرفية المقدمة من قبل المصارف المختلفة من خلال استخدام خدمة التقنية السحابية التي تعمل على خفض، استعراض، وتزويد العميل بالمعلومات والخدمات المصرفية التي يحتاجها بغض النظر عن نوع مكينة الصراف الالي، او المصرف التي تتبع له.
لن يكون العميل بعد اليوم بحاجة للبحث عن مكينة صراف خاصة بمصرفه حيث يوجد حسابه لإجراء عملية مصرفية محددة، ولن يضطر إلى فتح اكثر من حساب في اكثر من مصرف.
توحيد الخدمات من خلال الاعتماد على المنصة السحابية المقترحة والتي تربط جميع المصارف بعضها ببعض بواسطة التقنية السحابية، هو مشروع من الممكن جدا بأن يرى النور من خلال خلق كيان جديد (شركة مساهمة) تضم جميع المصارف السعودية، تقدم خدماتها السحابية الموحدة لجميع عملاء المصارف المحلية دون استثناء، مقابل مبلغ رمزي يتم اقتطاعه من حساب العميل مباشرة لصالح مزود الخدمة عن كل عملية يقوم بها العميل المصرفي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال