الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذُ ان صدر نظام السعودة وفكرته في منتصف السبعينات بعد كفاح الكثير من الوزراء والجهات لتحقيق هذا الهدف، كان في ذلك الوقت الموظف المواطن يكفي انه “سعودي” لضمان وظيفة وحتى ان كان لا يقرأ ولا يكتب فيكفي انه مواطن.
تطور الزمن ليصبح هذا المواطن وظيفته موفرة إذا أصبح يملك شهادة وان كانت “كفاءة” أو “يفك الخط” فأهلاً به رقماً جديداً في السعودة!
وبدأت عملية السعودة تكون جدية على يد الوزير الراحل غازي القصيبي ” رحمة الله” عندما تولى وزارة العمل في عام 2005م، ليأخذ الخطوة بكل جدية ويفرض النظام على القطاع الخاص بتوظيف المواطنين ومن هنا بدأ يظهر لنا الكثير من الشباب السعودي المبدع وبدأ هذا القطاع “المعارض للسعودة بشدة” يقتنع بجودة المواطن في العمل وانهم أفضل من السابق بكثير ويجيدون العمل وليسوا ارقاماً في السعودة فحسب.
لتأتي مرحلة “التوطين” وتصبح المنافسة شرسة بين أبناء وبنات هذا البلد ونرى إبداعهم يتخطى حدود الدولة بل والمنطقة كافة ويكسروا الحدود الإقليمية ليصلوا للعالم ويبدعوا بكل فخر، فلم يعد يكفي أنك فقط مواطن بلا شهادات وخبرات ومهارات فالزمن اختلف والمتطلبات اختلفت وأصبحتَ الحاجة أكثر من كونك مواطن!
اذكر المراحل السابقة لأذكّر اخواتنا الموظفات بصعوبة الخطوات السابقة وصعوبة عملهن في السابق وكم هي حجم المعوّقات التي قابلوها سابقاً والتي بدأت حالياً تتلاشي وأصبحت الفرص متساوية بين الذكور والإناث.
ولكن عليكم ان تعلموا ان هذه الوظيفة الآن التي هي بحوزتكن وسلّمت لكِ فقط لأنك انثى تارة وتحت شعار “تمكين المرأة” تارة أخرى وفي أحيان قليلاً من باب “الدعاية” للمنظمة بانها تطبّق فكرة تساوي الفرص، هي ستبدأ بالتنازل وستزيد متطلباتها فلا تعتقدي أن وجودكِ في وظيفة حالياً هو ضمان لوظيفتك ويُعطيكِ الحق بـ ” تصريّف” مراجع او “إهمال” حاجات الناس، فأنتِ قبل أن تمثلين المنشأة انتِ تمثلين وطنك وتمثلين نجاح تجربة “تمكين المرأة” وتتيحين الفرصة لأخواتك اللاتي سيأتون من بعدك.
فقد كان في السابق اداء الاناث في الوظائف بشكلٍ عام أفضل بكثير مما نراه الآن والسبب واضح وهو “الندرة” فندرة الفرص قبل سنوات ليست كما هي اليوم فكان الإناث يبذلون مجهوداً جباراً لإثبات أنفسهن في القطاع الخاص والعام، لعلمهم بندرة الفرص الوظيفية المخصصة لهن فلكَ ان تتخيل ان نصف المجتمع سابقاً كان مقصوراً عمله على قطاع التعليم والطب والتمريض بنسبة أقل!
ولكن الآن بدأن ينافسن الذكور في جميع المجالات وهذا أمر مبشّر بالخير ولكن أصبح عدداً ليس ببسيطٌ منهن بالتهاون وعدم الجدية في العمل وخاصة في بعض المنظمات والهيئات الحكومية، لدرجة أنى حاولت بنفسي عمل بعض التجارب بالاتصال بهذه الهيئات لأجد مجهود عالي منهن يبذل في “تصريّف” المراجع ولو كان هذا المجهود قد بُذل في انهاء معاملة او تساؤل هذا العميل لكان أسهل!
بل وجدت بعض الاناث من نفس الجنس لا يرغبون في التعاطي مع الاناث في معاملتهن او تساؤلهم!
وهذا مؤشر خطر فقد تزول أشهر العسل لـ “تمكين المرأة” وتتساوى الأرقام قريباً في سوق العمل ويعود الحال كما كان عليه، لذا أنى لكم ناصح ابذلوا مجهوداً أكبر فتجربتكن تحت المجهر، وفي أيديكن مستقبل قادم ومصالح مراجعون حالياً، لا تعقّدوهم واجتهدوا لحل مشاكلهم ولا تحكموا على هذه التجربة العملية العظيمة بالفشل وتكتبوا اخر سطرٍ جميلٍ بها بأيديكن.
قيل لي:
لم يعد بعض الاناث يعملون كالسابق!
فأجبت: انتفت نظرية القلّة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال