الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمملكة يومي 15 و 16 يوليو، ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله، في ظل التحديات العالمية المشتركة والحاجة الماسة لمزيد من تنسيق المواقف وتعزيز العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين الممتدة على مدى 9 عقود والمستندة إلى الاحترام المتبادل وتقارب وجهات النظر إزاء القضايا الدولية والمصالح ذات البعد الاستراتيجي، والالتزام بالشراكة الأمنية والعسكرية والاقتصادية، والحرص على تعزيزها، والعمل المشترك على استقرار أسواق الطاقة.
فاللقاء التاريخي الذي تم بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير 1945 على متن السفينة (كوينسي) في قناة السويس جاء بعد إدراك أمريكا بأن المملكة تشكِّل قيمة استراتيجية كبرى للمصالح الأمريكية، ولتتجذر تلك العلاقات التي بدأت بين الطرفين منذ عام1933م، عندما منحت الحكومة السعودية شركة (ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا) امتياز التنقيب عن النفط،،ولتمتد روابطها حتى اليوم في ظل إدراك أمريكا والعالم كله للدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تعزيز الاستقرار العالمي باعتبارها رأس الحربة في التصدي للقوى الراديكالية والتخريبية، وأكبر ضامن لاستقرار أسعار النفط ناهيك عن موقعها الاستراتيجي وعمقها العربي والإسلامي، وعضويتها الفاعلة في مجموعة العشرين في ظل نمو المشهد الاقتصادي السعودي الذي جعل العالم يضبط ساعاته على توقيت المملكة انطلاقاً من مكانتها السياسية والأمنية والاقتصادية..
لقد جسَّد حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي يُقدر بـ 280 مليار ريال عام 2019 م قوة الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما والتي تعززت في ظل مشاريع رؤية 2030 باعتبار المملكة أكبر شريك تجاري لأمريكا في الشرق الأوسط، إذ تحتل أمريكا المرتبة الثانية للصادرات السعودية والمرتبة الأولى للواردات، وتبلغ التجارة البينية للسلع والخدمات بين البلدين الآن ما يقرب من 40 مليار دولار، كما يوجد في المملكة أكثر من 350 شركة أمريكية مستثمرة، وتبلغ قيمة الاستثمار 62 مليار دولار في 609 مشاريع مشتركة في ظل ما يتمتع به المناخ الاستثماري بالمملكة من مزايا تنافسية متعددة..
لقد أدركنا في مجموعة الرشيد منذ تأسيس الشركة عام 1978م فاعلية العمق التجاري الأمريكي ودوره في دفع عجلة النمو الاقتصادي في بلادنا.
ولأن القطاع الخاص جزء من المعادلة التنموية، فقد حرصنا في المجموعة على توطيد علاقاتنا التجارية والاستثمارية وشراكاتنا مع عدد من الشركات الأمريكية العملاقة والرائدة منها شركة هاليبيرتون كاميرون الدولية، وفلوسيرف، وبيكر هيوز، ودريسر راند، وغيرها بما يعود بالنفع على المستقبل التنموي لبلادنا من ناحية نقل المعرفة والخبرات وتطوير القدرات والمهارات والفرص الوظيفية باعتبار تلك الشراكات الاستثمارية أحد ممكِّنات الازدهار الاقتصادي في كلا البلدين.
لقد استرشدنا في مسار المجموعة التنموي بتوجيهات الوالد عبد الله الرشيد -يرحمه الله- الذي آمن بأن دور القطاع الخاص في ازدهار الاقتصاد الوطني ونموه وتنمية موارده المالية والبشرية هو دور حيوي ومحوري، فحرص يرحمه الله على تعظيم القيمة المضافة من أنشطة ومشاريع المجموعة من حيث العوائد على التنمية الوطنية مع العمل على استدامتها، جاعلاً توطين التقنية والكوادر البشرية وتنويع الاستثمار أحد الأهداف الاستراتيجية للمجموعة التي تصب في مصلحة المشروع التنموي في بلادنا.
ونتطلع إلى التوسع في شراكات المجموعة التجارية مع المزيد من الشركات الأمريكية وفق منظومة من العمل التكاملي القائم على تبادل المنافع والمصالح المشتركة بيننا وبين تلك الشركات، وبما يحقق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ويلبي احتياج القطاع الصناعي ويتواكب مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال