الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سمعتُ بأذني وقرأتُ بعيني من يشتم أو يلعن البيروقراطية ودورها السلبي على أداء الأجهزة الحكومية وكيف أن المعاملات تقضي الأشهر وربما السنين في مكتب موظفي الوزارات والأجهزة الحكومية حتى تنتهي دورتها اللازمة والمفيدة للمواطن. ثم سمعتُ وقرأتُ مؤخراً كيف الدولة – أدام الله عزها ومكانتها العالمية – قد قضت على تلك البيروقراطية البشعة بطريقة احترافية مميزة بل أن بعض المعاملات الحكومية يتم إنجازها في ثواني معدودة عبر المواقع الرسمية مثل إصدار سجل تجاري أو تجديد الهوية الوطنية أو غيرها من المعاملات التي سبقت بمراحل كثيرة كفاءة وفاعلية القطاع الخاص نفسه.
مقالة اليوم يا سيدات وسادة – ستكون بمثابة المحامي عن البيروقراطية وكيف أن الناس قد وضعها في قفص الاتهام ثم ألقى عليها شذوراً من التهم والادعاءات الباطلة، فالله في حلمكم حتى تنتهي هذه المقالة. بداية، لا بد من تعريف تاريخي صحيح بالبيروقراطية و أنواعها وغيرها من التفصيل التي ستصحح للقراء الأعزاء الفهم الصحيح لهذا المصطلح “الغلبان”. البيروقراطية مصطلح لاتيني أنتشر في أوروبا في القرون الوسطى ثم تطور في القرن 18 الميلادي في بريطانيا العظمى. وقد كان هدفها السيطرة والتمكين من أركان ومؤسسات الدولة وذلك بوضع أنظمة مكونة من سياسات وإجراءات معنية من أجل التحكم بمفاصل المؤسسة والقضاء على الفساد والرشوة وغيرها من الأمور السيئة وذلك بتقسيم الاختصاصات ووضع مراقب فوق كل موظف في المؤسسة. في السابق كان مصطلح البيروقراطية يشير الى الي الإدارة السليمة لأجهزة الدولة ولكن مع الأيام أصبح مصطلح البيروقراطية يشار إليه كعائق رئيسي لنجاح أجهزة الدولة في أداء مهامها وجودة مخرجاتها. تصنف البيروقراطية عادة الى ثلاثة أصناف حسب فاعلية عمليتها وجودة مخرجاتها وهن على النحو التالي:
أولاً، البيروقراطية الجامدة ويقصد بها الإجراءات الكثيرة المتناثرة من أجل أهداف ربما شخصية أو حتى حزبية في منظمة حكومية أو غير حكومية أو حتى غير ربحية. فعل سبيل المثال لا الحصر، تجد في منظمة ما أن الموظف البسيط يحتاج الى عشرة تواقيع من موظفين ومشرفين ومدراء مختلفين للحصول على إجازته السنوية. فربما يحتاج الموظف الى توقيع مشرفه المباشر ثم المدير المباشر ثم موظف الموارد البشرية ثم مشرف الموارد البشرية ثم مدير الموارد البشرية ثم موظف الشؤون المالية ثم .. الخ.
ثانياً، البيروقراطية الصالحة ويقصد بها الإجراءات المقبولة المعينة لتحقيق الغاية من فاعلية وكفاءة العمليات التشغيلية للمنظمات.
فعلى سبيل المثال، يحتاج الموظف البسيط الى خمسة تواقيع كحد أقصى للحصول على إجازة مثل مشرفة المباشر ثم المدير المباشر ثم موظف الموارد البشرية المختص ثم موظف الشؤون المالية المختص لصرف مستحقات الإجازة. وهذه الممارسة لا تأتي إلا بعد إدارة رائعة واحترافية لعمليات التفويض في المنظمة.
ثالثاً وأخيراً، البيروقراطية الفاسدة ويقصد بها الإجراءات المحدودة الغير مقبولة لإنجاز عمل ما المفسدة لفاعلية وكفاءة العمليات التشغيلية للمنظمات. فمثلاً، يحتاج موظف بسيطة الى توقيعين إثنين كحد أقصى للحصول على إجازته السنوية وهما المشرف المباشر وموظف الشؤون المالية المختص. هذه الإجراءات ستوجد فجوات كثيرة في العمليات التشغيلية للمنظمة مثل عدم توثيق الإجازة للموظف من قبل المختص في إدارة الموارد البشرية والتأكد من أنه لم يتم تجاوز رصيد إجازته المحددة له سنوياً.
ملخص القول، البيروقراطية الصالحة مهمة ويجب التمسك بها أم باقي الأنواع من البيروقراطيات فيجب نبذها والتخلي عنها لجميع المنظمات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال