الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وصل التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي جديد في يونيو 8.6 % أعلى من المعدل 8.1% في مايو ، مما يعني أن تكلفة المعيشة مستمرة في الارتفاع في دول منطقة اليورو. لكن كل من فرنسا وإسبانيا شهدتا أرقامًا قياسية جديدة للتضخم في يونيو ، حيث تجاوزت اسبانيا عتبة 10% للمرة الأولى منذ عام 1985 .
وكذلك نشاهد إنخفاض اليورو إلى أضعف مستوى له مقابل الدولار منذ ما يقرب من 20 عامًا بينما تراجعت العقود الآجلة للنفط وارتفعت أسعار السندات مع سعي المستثمرين إلى الأمان بعد أن غذت البيانات الأخيرة مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
زادت مخاوف الركود في منطقة اليورو بشأن أزمة الطاقة في أوروبا بسبب حظر الغاز الروسي ، والتي بدأت تظهر من خلال تباطؤًا حادًا في نمو الاعمال .
ومن أسباب تباطأ نمو الأعمال في جميع أنحاء منطقة اليورو ، التضخم الحاصل والذي سبب أزمة تكلفة المعيشة لتبقي المستهلكين حذرين حيال الإنفاق الاستهلاكي. يشير هذا إلى تباطؤ في النشاط التجاري، علاوة على تراجع التصنيع وضعف النشاط في قطاع الخدمات.
ومما يزيد الضغوط على اقتصاد اوروبا حالات الإضرابات المتكررة في العديد من دول واوربا وفي قطاعات مختلفة ، حيث بدأ عمال النفط النرويجيون إضرابًا، مما سيؤثر على إنتاج النفط والغاز وأثار مخاوف بشأن نقص الطاقة في أوروبا.
حيث ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بعد أن دخل عمال النفط والغاز النرويجيون في إضراب بسبب نزاع على الأجور، وأغلقوا ثلاثة حقول في بحر الشمال وهددوا بتصعيد الإجراءات. والنرويج ثاني أكبر مورد للطاقة لأوروبا بعد روسيا وقد دفع الإضراب أسعار الغاز إلى أعلى مستوى لها في أربعة أشهر.
وفي بريطانيا تزايدت إضرابات عمال السكك الحديدية ، وتشهد بريطاينا المزيد من الإضرابات ، والتي ستؤثر على حياة الناس اليومية وتحرك عجلة الاقتصاد في قطاعاته المختلفة من الصناعة والخدمات وكذلك السياحة. وفي فرنسا أيضاً يتكرر نفس الحال حيث أصبح عمال السكك الحديدية في فرنسا أحدث مجموعة من موظفي النقل ينظمون إضرابًا عن الأجور مع استمرار تعطيل بعض خدمات السفر في جميع أنحاء أوروبا هذا الصيف، مما أدى إلى تخفيض عدد الرحلات.
وتعود الأسباب الرئيسية المتكررة للاضرابات التي سادت صيف 2022 في أوروبا حول قضايا: تخفيضات الأجور ، وتدني الرواتب ، ونقص الموظفين ، وساعات العمل الطويلة. حيث تركت جائحة كورونا اثارها في كل صناعة ، وما خفض الأجور وارتفاع التضخم سوى جزء من العواقب.
وعند النظر أيضاً لاكبر اقتصاد في أوروبا نشاهد أعداد متزايدة من العمال الألمان يطالبون بأجور أعلى وسط ارتفاع التضخم ، مع إضراب البعض، مما تسبب في قلق الاقتصاديين من أن تؤدي المطالب الواسعة للأجور المرتفعة إلى بدء دوامة تضخمية في أكبر اقتصاد في أوروبا.
أدى ارتفاع التضخم إلى ارتفاع تكاليف الطاقة واختناقات سلسلة التوريد التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن وجعل الشركات المصنعة تفتقر إلى كل شيء من الفولاذ إلى أشباه الموصلات.
عامل تضخم آخر محتمل هو استمرار البطالة في الانخفاض في كل من ألمانيا وعبر أوروبا ، حيث تعاني الكثير من الشركات من نقص في العمالة مما أدى إلى نقص كبير في ميزان العرض والطلب للوظائف وبالتالي إرتفاع الأجور.
إن ارتفاع تكاليف المعيشة أدى إلى إلحاق الضرر بالأسر في جميع أنحاء أوروبا. وبلغ معدل التضخم في بريطانيا 9.1٪ الشهر الماضي ، وهو أعلى مستوى له في أربعة عقود ، مما ساهم في الإضرابات أو التهديد بالإضراب عن العمل من قبل العمال عبر خدمات النقل والمدارس والخدمات البريدية والمستشفيات.
وشهدت العديد من شركات الطيران والمطارات الأوروبية إضرابات في الأسابيع الأخيرة ومن المتوقع حدوث المزيد من اضطرابات السفر الشهر المقبل. اضطرت المطارات في مدن مثل لندن وباريس وأمستردام وروما وفرانكفورت للتعامل مع إلغاء الرحلات وقوائم الانتظار الطويلة.
وانضمت نقابات السكك الحديدية الفرنسية إضرابًا لمدة 24 ساعة يوم الأربعاء (6 يوليو) تطالب النقابات برفع الأجور.حيث أجبرت هذه الإضراب الأخير على إلغاء العديد من الرحلات المجدولة . ويأتي الإضراب في فرنسا بعد أسبوعين فقط من تعرض المملكة المتحدة لأكبر إضراب للسكك الحديدية منذ أكثر من 30 عامًا في نزاع حول الأجور والوظائف ، مما أثر على الشبكة الوطنية بأكملها لمدة أسبوع.
ويواجه الطيران أيضًا اضطرابًا خاصًا به، حيث انسحب طيارو SAS في وقت سابق من هذا الأسبوع مما تسبب في إلغاء حوالي نصف جدول الشركة؛ وتواجه كل من Ryanair و easyJet أيضًا إضرابًا في إسبانيا. وقد تواجه شركة الخطوط الجوية البريطانية قريباً مزيداً من الاضطراب في عملياتها هذا الصيف بعد أن صوت طاقمها الأرضي لاتخاذ إجراء إضراب في نزاع آخر حول الأجور الذي من المقرر أن يدخل عمال الوقود في مطار هيثرو بلندن ، الذين يعملون في خدمات وقود الطائرات ، التي تزود أكثر من 70 شركة طيران بالوقود ، إضرابًا لمدة 72 ساعة من 21 إلى 24 يوليو في محاولة منهم لتأمين زيادة في الأجور.
تأتي الإضرابات الأخيرة في الوقت الذي يكافح فيه قطاع النقل في أوروبا للتعامل مع انتعاش قوي في الطلب على السفر هذا الصيف والنقص المستمر في الموظفين بعد تقليص عددهم أثناء جائحة كورونا.
أدت الإضرابات ونقص الموظفين إلى إجبار شركات الطيران على إلغاء آلاف الرحلات الجوية وتسبب في طوابير طويلة لساعات في المطارات الرئيسية ، مما يبدد الآمال في أول صيف مزدحم بعد إغلاق جائحة كورونا .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال