الحوكمة السيبرانية بعد جائحة كورونا

لا يخفى على المختصين تأثير جائحة كورونا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وقد أشبع هذا الموضوع دراسة وبحثا ومازال العالم يعايش أثره. امتد هذا الأثر على إدارة الشركات وحوكمتها، فخلق الإغلاق التام الحاجة لابتكار طرقا جديدة لاستمرارية واستدامة الشركات. فاتجه العالم إلى الأتمتة والعمل عن بعد مما كان له الأثر في إعادة تشكيل مفهوم الحوكمة وتقييم اللوائح الحالية لتشمل مفهوم جديد هو “الحوكمة السيبرانية”.

الحوكمة بتعريفها البسيط هي مجموعة من اللوائح التي تنظم العلاقة بين ثلاثة أطراف هم: الملاك، المدراء وأصحاب المصلحة وتحدد إطار المسؤولية والمساءلة. بكل بساطة، مفهوم الحوكة السيبرانية أعاد تعريف المسؤولية والمساءلة في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم حاليا. أهم ركيزة تميز الحوكمة السيبرانية هي “المساءلة” “accountability” خاصة أن مخرجات الحوكمة السيبرانية تؤثر على جميع عمليات الشركات لذلك يجب أن تكون تحديد المساءلة من أهم أولويات مجلس الإدارة.

هناك ثلاث نقاط يجب أن تشتمل عليها الحوكمة السيبرانية وهي:

1- سرية البيانات،

2- سلامة المعلومات بحمايتها من التلاعب أو التعديل غير المرخص به،

3-توفر المعلومات للشخص الصحيح بالوقت الصحيح. مخرجات الحوكمة السيبرانية الفعالة ستنعكس بشكل إيجابي على كل أصحاب المصلحة، فعلى صعيد مجلس الإدارة ستساهم الحوكمة السيبرانية في إعادة تشكيل الاستراتيجية العامة للشركة بما يتوافق مع التغييرات التقنية التي يشهدها العالم،

كما ستساهم في توفير تعريف واضح للمسؤوليات والأدوار للموظفين في كافة المستويات الإدارية للشركات، كما ستساعد في تصميم إطار شامل و متكامل لإدارة المخاطر ومواجهة التهديدات والهجمات السيبرانية لحماية أصحاب المصلحة وتحقيق الأرباح.

وأخيرا ستساهم الحوكمة السيبرانية في تصميم نظام قوي لقياس الأداء وكتابة التقارير والتحسين المستمر. الحوكمة السيبرانية تختلف باختلاف الشركات من ناحية الحجم وطبيعة النشاط، لذلك يتوقع أن تشهد مجالس الإدارة اختلاف في توجه وعمق الحوكمة السيبرانية، وهذا لا يقلل من أهميتها حيث أن الحوكمة السيبرانية ستؤثر على عمليات جميع الشركات من الناحية الاستراتيجية، تطوير الأعمال، سلاسل الإمداد، الموظفين، و أخيرا تجربة العميل.