الطرح العام ليست استراتيجية للتخارج !!

من النادر أن تجد شركة تطرح في السوق الرئيسي أو السوق الموازي وأن تعود متحصلات الطرح الى الشركة للتوسع والنمو ، بل نجد في الغالب أن متحصلات الطرح تذهب للمساهم “البائع” ، بل أن بعض المؤسسين بعد انتهاء فترة الحظر يقوم ببيع باقي أسهمه تدريجيا ، ويذهب لتأسيس شركات جديدة أخرى ويترك شركته للسوق لمن يريد ان يسيطر عليها .

حيث يغلب بين رواد الأعمال مصطلح التخارج عن طريق الطرح العام، بل وحتى صناديق الاستثمار الجريء تبحث و بشراسة عن الاستحواذ على شركات ذات نمو بهدف التخارج عند الطرح العام .

وحيث أن اهم عنصرين للنمو في الشركات هما التسويق والتمويل وحيث ان الطرح العام يوفر لك فرصا تسويقية مجانية وعملاء جدد بل وحتى صفقات تجارية في جميع أنحاء المنطقة ، وأيضا يوفر لك تمويلا بأقل التكاليف الممكنة إما من خلال الطرح عن طريق إصدار اسهم جديدة وتقوم بإعادة ضخ السيولة الجديدة في الشركة والتوسع في النشاط خاصة في الفترات الحالية التي نشهد فيها أسعار فائدة مرتفعة ، وأيضا يوفر لك الإدراج مكانة وقبولا لدى البنوك الممولة أعلى من الشركات الغير مدرجة ، بالإضافة الى الدعم الحالي للشركات المدرجة اما من خلال تحمل جزء من تكاليف الإدراج من خلال منشآت أو دعم المشتريات الحكومية للشركات المدرجة بإعطاء أفضلية 10% عن غيرها من الشركات .

للأسف لا يرى الكثير من رواد الأعمال الفرصة العظيمة للتوسع والنمو عن طرق الاكتتاب العام، بل يصابون بحمى التخارج بمجرد رؤيتهم للتقييمات العالية سواء عند الطرح أو مع ارتفاع سعر السهم بعد مرور فترة  من الإدراج مما يعزز عقلية وجود خط للنهاية وهو التخارج ، في الواقع الطرح العام مفترض أن يكون هو بداية جديدة لمرحلة أكثر أهمية من التخطيط طويل المدى .

شركات عملاقة مثل أبل ومايكروسوفت وأمازون ونايكي وغيرها الكثير أدرجوا في سوق الأسهم الأمريكي في الثمانينات والتسعينات الميلادية واستغلوا الادراج بتوفير سيولة كافية للوصول الى نمو مستمر الى هذا اليوم خارج حتى حدود الدولة .

في النهاية قبل التفكير في الطرح العام يجب أن تثبت لنفسك وللمستثمرين أن شركتك لديها القدرة على المزيد من النمو وفعل كل طاقتك وحماسك لتحقيق هذا الهدف ، ولا تريد ان تنخفض ارباحك، بل وتسجل خسائر بعد الإدراج لأن ذلك سوف يحرق اسمك وسمعتك في السوق ويؤثر على شركاتك الأخرى في المستقبل وتذكر أن الإدراج ليست استراتيجية للتخارج، بل استراتيجية للنمو.