الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على مدى أكثر من سبعة عقود مضت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تتمتعان بعلاقات قوية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في عام 1933، وافتتحت السفارة الأمريكية بجدة في عام 1944.
تحكم هذه العلاقة مجالات استراتيجية أهمها الدور القيادي لكلا الدولتين على النطاق الإقليمي والدولي، فالدور الفريد للمملكة العربية السعودية في العالمين العربي والإسلامي والموقع الاستراتيجي لها يلعب دورًا في العلاقة الثنائية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة القوة العظمى في العالم.
العلاقات في مجال النفط والطاقة بين البلدين تأسست على أساس تبادل الطاقة وتعزيز الدفاع والتعاون العسكري رغم امتدادها إلى أكثر من ذلك، حيث تمتلك السعودية ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم والذي يمثل شريان حياة للاقتصاد العالمي الذي يخدم المصالح الأمريكية، فضلا عن مصالح حلفاء واشنطن.
وعلى الرغم من تحول أمريكا إلى أكبر منتج للنفط عالميا إلا أنه في عام 2021 احتلت الرياض المركز الرابع ضمن أكبر مصدر للنفط الخام لواشنطن، كما لا يمكن حصر العلاقات الاقتصادية في مجال الطاقة فقط بل تعد أيضا الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للمملكة التي بدورها هي أكبر سوق للصادرات الأمريكية في الشرق الأوسط.
جميع هذه المصالح تدعمها شراكة عظمى ألا وهي تعزيز الدفاع والتعاون العسكري والأمني للحفاظ على استقرار وأمن وازدهار منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، حيث تعتمد المملكة بشكل كبير على المنتجات الأمريكية ولعل من أهمها المنتجات العسكرية، مما جعل السعودية حليفا استراتيجيا مهما لقوة عالمية مثل أمريكا.
السعودية شريك موثوق في مكافحة الإرهاب حيث تعتبر المملكة العربية السعودية شريكا أساسيا لواشنطن في هذا الملف، إذ نجحت في توفير معلومات ساهمت في إحباط العديد من الهجمات التي حاولت استهداف المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ومن أهم مخرجات هذا التعاون تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي السابق ترامب، وقادة ورؤساء عدة دول المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) بالعاصمة السعودية الرياض في 21 مايو/أيار 2017، بهدف التصدي للإرهاب ونشر التسامح والتعايش بين الشعوب.
زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية ولقائه قادة المنطقة، تعكس القيمة السياسية والاستراتيجية للمملكة ودورها الحيوي حيث يدعم هذه العلاقة إرث تاريخي طويل بين الدولتين تثبته هذه الزيارة، وقد كتب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقاله الأخير بعنوان (لماذا سأذهب إلى السعودية): “منذ البداية، كان هدفي هو إعادة العلاقات . . مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا. اليوم، ساعدت المملكة العربية السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل الآن مع خبراء للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين”.
كل هذه المعطيات تثبت متانة هذه العلاقات السعودية الأمريكية وأن شراكتهما الاستراتيجية تقودهما دائما إلى محور تقارب سياسي وتفاهمات تؤمن من خلالها واشنطن بأهمية الدور السعودي عالميا وإقليميا، وبذات الوقت تدرك السعودية أنها أمام مسؤولية كبرى تسعى من خلالها إلى البحث عن كل معطيات الاستقرار الدولي سواء في مجال الطاقة أو الأمن.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال