الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ظهر مفهوم مسؤول السعادة في بداية الألفية الجديدة، وهو الموظف المختص بالتعامل مع الموارد البشرية في المنظمة، الذي يهتم برضاهم ورفاهيتهم وتوفير بيئة إيجابية لهم تسهم بتحفيزهم، وتحسين جودة عملهم ، وتعزز من انتمائهم للمنظمة.
ونظراً لتزايد شغل هذه الوظيفة في المنظمات العربية نجد وبشكل شبه أسبوعي -خصوصاً في المناسبات العامة- منشورات من عدد من المهتمين أوالعاملين في المجتمع الوظيفي على شبكات التواصل الاجتماعي، تحمل آراءً هجومية على دور مسؤول السعادة، إذ تحمل هذه الآراء نفس الفكرة: “السعادة في العمل ليست إحضار سيارة آيسكريم أو بوفيهات الغداء أو توزيع الهدايا على الموظفين”.
قد نتفق مع الرأي السابق في –جانب معين– بكون السعادة في العمل تأتي من العدالة في تقييم الأداء والحوافز المادية والمعنوية ووضوح مهام الموظف ووجود مستقبل وظيفي واضح للموظف في المنظمة …إلخ ، لكن على الجانب الآخر لابد من إنصاف من يؤدي دور مسئول السعادة؛ إذ إنه سيوفر لبيئة العمل جانباً من المرونة وخلق أجواء إيجابية، في حدود ما يُمنح له من صلاحيات وما يحدد له من مهام، لذلك قد تكون هذه المبادرات التي يقدمها هي أقصى ما يمكن له القيام به.
إضافةً لما سبق، تتسم طبيعة أفراد المجتمعات العربية بكونهم اجتماعيين غالباً، ويميلون للمشاركة مع الآخرين، لذا فوجود هذه المبادرات قد يحسن من العلاقات بين الموظفين؛ وبالتالي تحسين بيئة العمل. وفي هذا السياق نشرت جريدة نيويورك تايمز في مايو الماضي مقالة بعنوان ” مديرك يسأل: هل أنت سعيد ؟” حيث أشارت الكاتبة إلى رأي مسؤول في أحد الشركات، بأن وجود علاقات أفضل بين الموظفين حقق تفاعلاً أفضل بينهم، وبالتالي خدمة أفضل لعملائهم، كما ذكرت بأن إحدى الدراسات التي نفذت تجربة في بيئة عمل، من خلال تطبيق مبادرات بسيطة، مثل توزيع الحلويات ومشاهدة أعمال كوميدية على مجموعة موظفين، بينما لم تطبقها على مجموعة أخرى، وجدت بأن المجموعة الأولى كانت أكثر إنتاجية بمعدل ١٢٪.
إن توفير بيئة إيجابية للعمل هو أن تجتمع الجهود المنظمة والمتسقة فيما بينها ولا يعني تنفيذ أحدها إغفال بقيتها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال