الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعاني الخريجين والخريجات القادمين لسوق العمل من عوائق كثيرة واهم عائق من هذه العوائق هو الخبرة، حيث يقفون في حيرة كيف لهُم ان يقوموا بكسبها دون إعطائهم الفرصة من أصحاب العمل!
ليكونوا بين خيارين كلاهما مرّ، إما ان يتّطوع في وظائف تستغل مصطلح التطوّع ليكون توظيفاً بلا راتب والخيار الاخر العمل بلا مقابل لاكتساب الخبرة كمتدرب.
ويتعذّر أصحاب العمل بحاجتهم لعامل جاهز للعمل وعدم قدرتهم على دفع تكاليف تدريب متخرج جديد ليذهب لخياره المحبب له “عامل غير سعودي”.
لذا قام صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” بطرح برنامج “تمهير” والذي يهدف لتدريب المواطنين وهم على رأس العمل ويقوم بدعم المتدرب بمبلغ شهري.
والغرض من هذا البرنامج هو تذليل الصعوبات التي يعاني منها الخرجين بشكلٍ خاص والباحثين عن عمل لأكثر من ستة أشهر بشكلٍ عام، فقد تُعجب المنشآت في عمل أحدهم وتقوم بتعينهِ بشكل دائم دون دفع تكاليف التدريب التي تلتزم بها في حالة عدم دخولها لهذا البرنامج او عودة عامل لسوق العمل يملك ولو القليل من الخبرة.
والهدف جميل ولكن كالعادة قامت بعض المنشآت باستغلاله بطريقة تضر المتدرب أكثر من ان تفيده، فبدأت بالتعامل معه كبرنامج لرفع نسب التوطين بلا تكلفة!
والبعض الأخر لتقليل التكلفة وكأنه نمط من أنماط العمل الحديثة كالعمل الجزئي وأيضاً بلا تكلفة!
بل تمادت بعضها وقامت باستغلال هؤلاء المتدربين ليكونوا موظفين على وظيفة دائمة مع الاستمرار في تغيرهم كل ست او ثلاث أشهر “أي بعد انتهاء مدة الدعم” وبعدها يتم تعيين دفعة جديدة على نفس البرنامج وقد رسمت المنشأة لهم مستقبلهم الوظيفي مسبقاً بكونهم خارجها بعد انتهاء مدة الدعم!
فاستغلوا هذا الحالم بالعمل بشكلٍ دائم وحرموا من هو جادُ في تدريب الخريجين من الفرصة.
اتفهم جيداً ان الهدف من البرنامج هو التدريب وليس التوظيف، ولكن يجب ان يقنن بشكل أكبر مما هو عليه الآن فعلى سبيل المثال، ان يفرض البرنامج على المنشآت المستفيدة نسباً محددة وحتى لو كانت نسب ضئيلة لتعيين بعض المتدربين.
او أن تستفيد المنشأة من البرنامج لثلاث مرات كحد أقصى وبعدها تمنع المنشأة من التعيين على هذا البرنامج ألا بالتزامها بتوظيف عدد من هؤلاء المتدربين فهي تزعم انها احسنت تدريبهم وهذا يعني انه جاهز للعمل لديهم!
فالعقل يقول انهُ لا يوجد منشأة تدرب عامل ألا لكسبه وليس لتصديره لمنافسيها!
وهناك حل أخر هو تحفيز المنشآت التي توظف من هذا البرنامج برفع نسب الدعم او رفع نسب التوطين لهذا المتدرب او حتى خفض نسب التوطين في حال تكررت حالات التدريب دون التوظيف.
هنا يكون البرنامج قد صدّر لنا مهرّة ولم يكدّس عاطلين جدد لسوق العمل!
أطرح بعض الحلول بهدف رفع الفائدة من هذا البرنامج الجميل بأهدافه، ليكون جميلاً بأهدافه ومخرجاتهِ ايضاً وليس برنامجاً للتوطين قليل التكلفة.
أخيراً أهمس في اذن بعض المستفيدين من الشباب والشابات، ابذلوا مجهوداً أكثر فسوق العمل لكم اليوم أوغداّ شاء من شاء وأبى من أبى وستقوم المنظمات والمنشآت والدولة بأكملها بكم وبجهودكم لذا كونوا على قدر المسؤولية فزمن الاكتفاء بالشهادة بلا معرفة وزمن “انا من طرف فلان” ولا بلا عودة، الحكَم الآن هو مهاراتكم وجديتكم في العمل.
قيل لي:
سنضيف خبرة للخريجين؟
فأجبت: الخبرة لا تكون ستة أشهر!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال