المستلزمات المدرسية في ضوء ثقافة كفاءة الإنفاق

شهدت وتشهد وستشهد الأسواق التجارية بكافة فروعها وتنوعاتها، والمكتبات بكافة فروعها وتنوعاتها، ومحلات مستلزمات المدارس في جميع مناطق المملكة هذه الأيام حركة نشطة نتيجة الإقبال الكبير من أولياء الأمور الذين يحرصون على شراء مستلزمات الدراسة وكل ما يتعلق بها لأبنائهم قبل انطلاق العام الدراسي، وفي ظل ضوء هذا الموضوع تسارعت وتتسارع وسوف تتسارع أيضًا الأسواق والمكتبات في عرض بضائعها بأسعار متفاوتة بحسب المواد المعروضة التي تناسب متطلبات كل فئة عمرية استعداداً لاستقبال العام الدراسي الجديد.

هذا الأمر اعتيادي في بداية كل عام دراسي جديد، اعتدنا عليه منذ القدم بحيث يتم التأخر في اقتصاديات المستلزمات المدرسية حتى بداية الفصل الدراسي، وأحيانًا يكون بعد بداية العام الدراسي.
إن من أقوى وأوثق أمور الاقتصاد، والمعلومات الاقتصادية في السوق الاقتصادي، قاعدة (العرض والطلب)، وفي ضوء هذه القاعدة تأتي آلية السعر والتسعير والكلفة. حيث إن ارتفاع الطلب يتحتم على قاعدة العرض أن تقوم برفع القيمة المالية للغرض المطلوب.

هذه الثقافة الاقتصادية لا تزال في بداية تأسيسها لدى الغالبية من أصحاب الطلب، وهذه الثقافة الاقتصادية تتعارض بشكل كبير جدًا مع مسألة كفاءة الإنفاق.

كفاءة الإنفاق ليست فقط عدم الإنفاق، أو تقليل الإنفاق، أو الاستغناء عن الكثير من المستلزمات. كفاءة الإنفاق تعني بشكل كبير جدًا أيضًا وقت الإنفاق، وآلية الإنفاق. أن يقوم الأفراد بالتركيز على الشراء في وقت واحد، وعلى الطلب في وقت ضيق جدًا، هذه من أشد المؤثرات على نجاح كفاءة الإنفاق.

ميزانية الأسرة لبداية العام الدراسي؛ يجب ان بشكل مبكر جدًا، وما المانع أن تكون هذه الميزانية متوزعة خلال الإجازة الصيفية، كي تتم الموازنة الاقتصادية، وتتم آلية التفكير بنوعية الإنفاق وآليته.

وقد يشير البعض إلى أن هذا الحديث كان يجب أن يكون مبكرًا وليس في هذا التوقيت، وهنا أشير إلى أن الحديث عنه مبكرًا، قد لا يصل مثل تأثير الحديث عنه الآن، والحديث عنه الآن هو عملية استشرافية للمستقبل، في بداية الفصل الدراسي الثاني.
لا تزال ثقافة كفاءة الإنفاق فيما يتعلق بالمستلزمات المدرسية في بداية كل عام دراسي، هي حديث الجميع، هي نقاشات الغالبية، ولا تزال هذه الكفاءة تتكرر كل سنة كما هي، دون تغيير يذكر فيها.

لعل مقرر “الاقتصاد” في المرحلة الثانوية يكون حل لكثير من مشاكل التوقيت الاقتصادي لدى أغلب الأسر في مسألة العرض والطلب على المستلزمات الاقتصادية الضرورية.