الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كل عام، تتعرض بعض الدول لحرائق غابات ضخمة قد تصل أثار تدميرها لمساحات تبلغ ملايين الهكتارات. ومن الجدير بالذكر، أن فقدان الغابات لا يضر فقط بالحياة البرية المحلية، ولكنه يسهم أيضاً في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع تقليل قدرة البيئة على إعادة امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، مما يتسبب في كوارث بيئية لكوكبنا تزيد من تداعيات التغير المناخي.
ولمحاولة الوصول إلى حلول للحماية من حرائق الغابات، قام العلماء بمحاولات لتطوير العديد من الحلول، ومنها إنشاء “غابات ذكية” قادرة على مراقبة بيئتها، وإرسال البيانات إلى المشغلين عن بُعد، في الوقت الفعلي. وتقوم هذه التقنية على وجود العديد من أجهزة الاستشعار، حيث يحتوي كل مستشعر على لوحة شمسية للشحن والتشغيل خلال النهار. وهذه المجموعة من أجهزة الاستشعار تمتاز بأنها مدمجة، حيث أنها تضم أجهزة لاستشعار الدخان ودرجات الحرارة والرطوبة وضغط الهواء. كما تسمح أجهزة الاتصال التقنية، المثبتة على حدود الغابات المستهدفة، لأجهزة الاستشعار الموجودة داخل الغابة بالإبلاغ عن القراءات. وهذا الحل يستخدم تقنية “إنترنت الأشياء” لضمان حوكمة منظومة الأجهزة وسرعة استجابتها.
ولمنع حرائق الغابات، تم تصميم تلك المستشعرات لتحديد علامات الاحتراق قبل أن تصبح لهباً لا يمكن السيطرة عليه، حيث تُعتبر الزيادة السريعة في درجات الحرارة ومستويات الضوء مع انخفاض سريع في الرطوبة مؤشراً جيداً، إلى حد ما، على أن شيئاً ما يحترق. وبمجرد تحديد مصدر الاشتباه، يتم استدعاء رجال الإطفاء إلى المنطقة. وفي حال تم اكتشافه، يتم إخماد الحريق في وقت قياسي قبل حدوث الكارثة.
وذلك ليس كل شي…
ولإن التكنولوجيا اليوم تساعد على إدارة كل شيء بلمسة واحدة، فقد حاولت إحدى الشركات الكبرى التوصل إلى حل تقني لرقمنة 50٪ من أشجار العالم، وتحويلها إلى “أشجار ذكية” يتم إدارتها عن طريق الهاتف المحمول.
والفكرة وراء تلك التقنية، هو استخدام رقاقة صغيرة جداً في الحجم، ومتكيفة بشكل خاص مع نمو النباتات، وقادرة على كشف وقياس مستويات الحرارة والنمو الصحي والتمثيل الغذائي في النباتات والأشجار، وكذلك الكشف عن أي مشكلات ناتجة عن وجود آفات أو أمراض بها. وتقوم تلك الرقاقات بنقل جميع البيانات التي تم جمعها إلى المراقبين، وكذلك تقديم الإرشادات والاقتراحات التي يمكن أن يتم تبنيها من قبلهم للعناية بتلك النباتات والأشجار، وذلك عبر الذكاء الاصطناعي والذي يُمكن من الاستفادة من تلك البيانات الضخمة التي يتم جمعها.
كما أن الفائدة الاقتصادية عبر استخدام تلك التقنيات تُعد ضخمة، حيث يمكن مراقبة نمو الأشجار دون الحاجة إلى مسح المنطقة يدوياً، مما يقلل بشكل كبير من الوقت والتكلفة المادية والبشرية، ويزيد من الكفاءة بسبب التوفر الفوري والتحليل الذكي للمعلومات عبر النظام الآلي.
إن المملكة، عبر مبادرة السعودية الخضراء، تسعى إلى زراعة 10 مليارات شجرة بالإضافة إلى إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفاً، خلال العقود القادمة، كما أن حديقة الملك سلمان تُعد من أضخم المبادرات التي تهدف إلى زيادة التشجير في المملكة. وتبني المملكة لتلك التقنيات المتقدمة الذكية سوف يساعد بلا شك في تحقيق نسبة أعلى من الأمن البيئي، وتعزيز الإدارة الذكية لتلك الأشجار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال