الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مدينة دافوس السويسرية عام 2016 انطلق المنتدى الاقتصادي العالمي تحت مسمى الثورة الصناعية الرابعة .
شهدت بريطانيا في القرن الثامن عشر نهضة شاملة فتنوعت الأبحاث والتجارب لتشمل مختلف العلوم ولتنتهي باكتشافات واختراعات مهمة كانت سببا في قيام “الثورة الصناعية الأولى” بإحلال الآلات محل العمل اليدوي وكانت صناعة المنسوجات الآلية أول صناعة في تلك الثورة .
من نهاية القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر زادت الابتكارات وكان صهر الصلب هو باكورة الإنتاج الصناعي ثم نمت ” الثورة الصناعية الثانية ” بعد اكتشاف النفط لتشمل المواد الكيميائية والتكرير مما أدى الى توفر المزيد من المنتجات البترولية بديلاً عن الفحم، حتى وصل العالم لصناعة السيارات في القرن العشرين وبدأت معها ايضاً ثورة في الكهرباء وتوليد الكهرباء والصناعات الكهربائية وكانت الولايات المتحدة والمانيا هي معقل هذه الابتكارات كما شاركتهم في ذلك اليابان وبريطانيا وفرنسا التي شهدت طفرة في الاختراعات والابتكارات والصناعات في تلك الفترة .
زادت الأبحاث وتسابقت الدول مع “الثورة الصناعية الثالثة” أو الثورة الرقمية وهي عملية الانتقال من التقنيات الميكانيكية والتشابهية إلى الالكترونيات الرقمية، والتي بدأت في منتصف القرن العشرين بتبني وتزايد لأجهزة الكمبيوتر الرقمي وأجهزة التسجيل الرقمي الذي استمر حتى يومنا هذا، والذي أطلق عليه بداية عصر المعلومات .
أحدثت الثورات الثلاث السابقة التي بدأت في أواخر القرن الثامن عشر تغييرات كبيرة على حياتنا، تمثلت بتطور الحياة الزراعية البدائية التي استمرت نحو عشرة آلاف سنة إلى حياة تعتمد التكنولوجيا على المستويين الفردي والمجتمعي، وها نحن على شفا ثورة تكنولوجية (جديدة) ستكون مختلفة عما شهدته البشرية من قبل .
تنطلق “الثورة الصناعية الرابعة” من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة الصناعية الثالثة، خاصة شبكة الإنترنت والمعالجة، والقدرة على تخزين المعلومات، والإمكانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة، فهذه الإنجازات تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لامحدودة من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل (البلوكشين) .
بعبارة سهلة الثورة الصناعية الثالثة تمثل الرقمنة البسيطة أما الرابعة فتمثل الرقمنة الإبداعية القائمة على مزيجٍ من الاختراقات التقنية المتفاعلة تكافلياً عن طريق خوارزميات مبتكرة .
هل نشاهد صناعات مبتكرة بالتقنية المستقبلية في بلادنا ؟
بالتأكيد سنراها ولكن نحتاج لروح المبادرة والسباق مع الزمن لتحقيق أفضل النتائج .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال