الدهشة و الإبهار في برامج الولاء

ليس أجمل من تجربة تعيشها بنفسك فتتعرف من خلالها على تفاصيل ما يتحدث عنه الآخرون. الاستعاضة عن السرد التقليدي لتفاصيل الأحداث التاريخية بنمط يدفعك لتعيش اللحظة بنفسك، فتشعر وكأنك كنت جزءا من هذا الماضي الجميل هو فكرة عشتها خلال الأسبوع الحالي من خلال مشروع أطلقه أحد الشباب الشغوف بتاريخ المكان.

الشاب كان قد قرر أن يصنع تجربة يمارس فيها السائح الذي يزور المنطقة حياته اليومية على نفس نمط الحياة سابقا، فيتعرف على شيء من فنون الحوار، ويختبر قدراته في طهي قائمة من الوصفات التي كانت معروفة في المنطقة سابقا، بالإضافة إلى فنون الماضي الشعبية التي كانت تتماشي مع تلك الحقبة الزمنية. الفكرة بدت لي جاذبة، وهي بلا شك داعمة للسياحة الداخلية، كما أنها تعكس اهتمام وتوجه التجار للاستثمار بهذا المجال الواعد، ومحاولة الابتكار فيه. لكنني في ذات الوقت كنت طمح أن تدخل بعض التفاصيل على التجربة، فأعتقد أنه سيكون من الرائع إضافة تعريف مبسط بنشأة وتاريخ كل ما يقوم السائح بتجربته، مع تعليل الأسباب التي دعتهم قديما لاستخدمها، وذلك حتى يخرج بجرعة معرفية يستطيع أن يقدمها للأصدقاء حال عودته فتكون دافعا لهم للزيارة.

الحدث الآخر الذي عايشناه جميعا خلال الأسبوع، وجعلنا ننظر لبرامج الولاء في المنطقة باعتبارها سلاح تسويقي يجب أن يجيد استخدامه كل مسوق يسعى لوصفة النجاح في عمله خلال الأشهر القليلة القادمة. برنامج أحد البنوك المحلية الذي سعى لتفعيل شراكاته بحيث تصب في خدمة العملاء بالدرجة الأولى، فأصبحنا نشاهد استراتيجية جديدة برزت فيها كثير من أسماء المتاجر والمقاهي الصغيرة والمتوسطة. هذه المتاجر حققت درجة عالية من الوصول للعميل المتواجد بالقرب منها، من خلال عروضها المتجددة كل يوم التي يتم تقديمها من خلال الشراكة والتعاون مع البنك.

اليوم نستطيع أن نقول بأن الجميع يمكن أن يربح، فلم تعد المسألة حكرا على أصحاب المتاجر الكبرى مع هذا التوجه الجديد. الجميل في الموضوع أن استراتيجية برنامج الولاء الجديدة هذه قائمة على مبدأ الدهشة والمفاجأة بحيث يتم إدهاش العميل بعرض جديد في كل يوم، وهو عرض غير متوقع يجعل من البرنامج محط اهتمام الجميع. لا شك أن آلية الاستهداف أيضا لعبت دورا كبيرا من خلال ملامسة احتياج أكثر من شريحة من العملاء في ذات الوقت فأصبحت تشاهد الجميع في المنزل الواحد يتسابق لتوقع ماذا يمكن أن يقدم له جديد وبالتالي يستمر في حالة من الشغف والتمسك بهذا البرنامج للولاء بشكل دائم.