الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلان

قدرة الآلة على تحويل النص المكتوب إلى صورة كانت مجرد فكرة لحملة بنت عليها (هاينز) التابعة لكرافت، والمتخصصة في صناعة الكاتشاب فكرتها. في العام الماضي كانت الشركة قد أطلقت حملة تسعى من خلالها لتحفيز العملاء على رسم المنتج في مسعى لترسيخ هذا المنتج بأذهان العملاء.

اليوم قررت الشركة أن تأخذ الفكرة لمرحلة جديدة أكثر عمقا مع التطور السريع في استخدام التقنية، فقامت باستخدام الآلة في تحقيق غايتها. وحتى تثبت للجمهور مدى الارتباط اللصيق بين اسم العلامة (هاينز) وبين المنتج نفسه فقد استخدمت تقنية حديثة من خلال نظام لشركة ديل تستطيع الآلة من خلاله أن تحول النصوص المكتوبة إلى صور.

النتيجة التي أذهلت المسؤولين عن الحملة الإعلانية بحسب التصريح المعلن، حيث كان النظام في كل مرة يتم تزويده بجملة مكتوبة تحوي اسم المنتج يقوم باختيار منتجها من بين جميع المنتجات على الشبكة العنكبوتية. ما حدث كان بالنسبة لهم دليل قاطع على أن المنتج أصبح رمز. والحقيقة أن أكثر ما شدني في الأمر هو الامتداد المستمر للأفكار بحيث تكون الحملات قصص مكملة لبعضها تخدم نفس الهدف، وهذه في حقيقة الأمر إشكالية نشاهد كثير من الشركات حول العالم تعاني منها. فعنصر الإبداع في اختيار فكرة تمثل حديث المجتمع التقني حاليا هو أمر لافت.

نسمع اليوم عن محدودية القدرة بالنسبة للآلة ولكن الاطلاع على التقنيات المتوفرة باستمرار ودراسة كيفية الاستفادة منها لا يمكن أن نعتبره مهمة سهلة. إعمال العقل وتخيل ما يمكن أن يصل إليه فكر الآلة يسمح بالتفاعل ويفتح مساحة إضافية للخيال البشري حتى يستمر في النسق الإبداعي. وبالمناسبة فقد ذكرني هذا النمط الإبداعي باهتمام الشركة المستمر للتجديد والخروج بأفكار مبتكرة باستمرار. لا يمكن أن يفوتني ما قامت به الشركة في يوم البطاطس العالمي لتقدم هذه البطاطس باعتبارها ملعقة تؤكل بها منتجات هاينز فتكون بذلك قلبت المعادلة لصالحها بدلا من أن تكون منتجاتها مجرد منتجات مكملة. تسير الشركة أيضا بخطى جلية في استحداث وصفات تتوافق مع الموجات الحديثة في الطهي فتعمل على ابتكار صلصات مناسبة لكل مائدة وثقافة من ثقافات المائدة. إذا أردت أن تصنع من علامتك أيقونة فعليك أن تعلم أن هذا التميز يتطلب الكثير من الجهد لأن سباق المنافسة المحموم لا يمكن أن يتواجد فيه سوى الأفضل فقط. عليك أن تكون متطلعا على أحدث ما خرجت به المعرفة البشرية باستمرار وتحاول تطويعه لصالح منتجك قدر المستطاع وإلا فإنك قد تسقط سريعا من قائمة الأفضل.