الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعد الصناعات الطبية أحد روافد وقطاعات الصناعة الداعمة للاقتصاد الوطني وتحقق واحدا من اهم توجهات رؤية السعودية 2030 المتمثلة في تنويع مصادر الدخل حيث شهدت صناعة المستلزمات الطبية تقدماً ملموساً في المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، مستفيدة من استثمارات كبرى جرى ضخها في القطاع، فضلاً عن الاتجاه الرسمي إلى ضبط الأطر الناظمة لها، وترقية المعايير التي تحكم عمل المنتجين. وقد نجحت هذه الصناعة في تعزيز حضورها مستفيدة من التطور السريع الذي أصاب القطاع الصحي المحلي، والذي يحتل صدارة أولويات أهداف المملكة لتحقيق “رؤية 2030”. و”تتصف صناعة المستلزمات الطبية بالاستدامة، إذ تشهد في السعودية طلباً متواصلاً عليها بحكم التوسع المستمر في الخدمات الطبية.
وإدراكًا من المملكة لأهمية القطاع الصحي، بات يحتل المرتبة الثالثة بعد التعليم والدفاع من حيث حجم الإنفاق في الموازنة العامة. وتستفيد هذه الصناعة من اتساع قاعدة الإنفاق الصحي بالإجمال، إذ يعد القطاع الصحي السعودي الأكبر في دول الخليج من حيث الإنفاق الحكومي، طبقاً لتقرير صادر عن شركة “أردينت أدفايسوري أند أكاونتنغ”. ويكشف التقرير أن السعودية تستحوذ على نحو ٤٨٪ في المئة من إجمالي إنفاق الحكومات الخليجية على الرعاية الصحية بحسب أرقام العام الماضي، فيما الإمارات ثانية بنسبة ٢٦٪ في المئة.
وبحسب برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”، يبلغ حجم سوق الأجهزة والمعدات الطبية في المملكة 19 مليار ريال، مسجلا نموا سنويا بنحو ٤,٤٪ في المائة، وتعد من الميز التنافسية للسوق العمل على توطين هذه الصناعات.
كما توقع البرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”، وصول حجم سوق المستحضرات الدوائية في المملكة إلى 44 مليار ريال بحلول 2030، بعد أن سجل 28 مليار ريال في 2020. إضافة إلى جعل المملكة جهة تصنيع رائدة ومبتكرة ومصدرة لأسواق منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ودول منظمة العالم الإسلامي بحجم أسواق تتجاوز 400 مليار ريال.
ويطمح إلى تطوير صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية ودعم الأمن الصحي من خلال رفع نسبة توطين صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية إلى ١٥٪ في المئة، التي تشمل المستلزمات الطبية الاستهلاكية والأجهزة البسيطة والمتوسطة وعالية التعقيم، وتفعيل اتفاقيات توطين الصناعة ونقل المعلومات في مجال المستلزمات الطبية.
ويحظى المنتج الطبي السعودي بسمعة طيبة في الأسواق المحلية والإقليمية حيث يتمتع بمعايير عالية، تساعد المنتج حين خروجه من المصنع على ان يحظى بالترحاب من القطاعات المستهلكة.
وبالرغم من النجاحات المتحققة إلا ان قطاع الصناعات الطبية يواجه العديد من التحديات لعل في مقدمتها ضعف الاقبال من المستثمرين على الولوج في هذا المجال بالرغم من الفرص الواعدة التي تحتضنها هذه الصناعة فهي من صناعات المستقبل التي تحتاج إلى التوطين والتي من خلالها يتحقق الأمن الصحي. ما يحتاجه المستثمرون كمحفز في الصناعات الطبية هو وضوح القوانين والأنظمة ليدرس المستثمر المخاطر بشكل أفضل وأكثر فعالية. لازال هناك الكثير من التحديات التي تواجه هذا النوع من الصناعة من بينها الضعف الحاد في جهود التسويق للفرص الاستثمارية المتاحة في هذا النوع من الصناعة … نعم هناك جهود تبذل لكنها لا زالت دون الطموح واقل من التطلعات بالرغم من وجود العديد من المميزات .
ولتحقيق الهدف والريادة في الصناعات الطبية فلابد من جهد أكبر في التسويق للفرص المتاحة في هذه الصناعة وتسهيل الوصول الى المعلومات وهذا يساعد رجال أصحاب الأموال ليتشجعوا ويقبلوا على الاستثمار في هذا القطاع إضافة إلى استقطاب الاستثمار الأجنبي لدخول سوق الصناعات الطبية السعودية وهو الأمر الذي يساهم في تحقيق الأمن الصحي من حيث الاكتفاء الذاتي بالصناعات الطبية فبعد جائحة كوفيد19 تجلى الاحتياج للاهتمام بالصناعات الطبية السعودية .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال