الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إذا كنت من المعجبين بالعولمة، وتؤمن بان الإنسانية تنجح عندما تتفاعل، وتنقل خبراتها، ومنتجاتها وأفرادها بحرية عبر الحدود العالمية، فلابد أن الزمن الذي قضيته في كورونا كان عصرًا مظلمًا بالنسبة لك.
ومؤخراً قام العديد من رؤساء الشركات بتلميحات وتصريحات عديدة ضد العولمة، تتضمن القائمة شركات في الصين، وشركات في روسيا، مرورًا بشركات في البرازيل، وكذلك العديد من الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية.
أيضًا، منذ سنوات والشركات ذات سلاسل الإمداد المعقدة متعددة الجنسيات تعاني من تكاليف غير متوقعة، أبرز مثال هو عندما فرضت بعض الدول تعريفة على قائمة من البضائع المستوردة بدون أي سابق انذار.
الواقع ببساطة؛ كلما شعرت الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بأنها في حاجة أكبر لأن تعتمد على ذاتها، يعني ذلك أن “تتحرر على” فوائد الترابط العالمي.
ومن هذا المبدأ الذي يقوم على أساس “من عالم واحد إلى قطع متفرقة” يقول الاقتصادي آدم بوسن أن الاقتصاد العالمي سينقسم الى قطع، حيث تقوم كل قطعة بمحاولة أن تعزل نفسها عن العالم، وتقليل قوة تأثير القطع الأخرى عليها.
لعل الجائحة، وفترات الحظر، وقيود السفر، كانت لها تبعات مدمرة سببت عجزًا لدى وكلاء السيارات مثلًا، وتركت أثرًا واضح على أرفف المتاجر بكافة أنواعها. كما أن ازدياد أسعار، البترول والمواد الزراعية، زاد العجز العالمي وانقطاع العديد من المواد الصناعية الأساسية مثل النيكل والبلاديوم والنيون.
ومن هنا كانت؛ وفرة الشيء أهم من جودته، حيث أن كل هذه العوامل تجبر الشركات على أن تغير أولوياتها من “في الوقت المناسب” إلى “من باب الحيطة” كما ذكر رئيس البنك الفدرالي الاحتياطي لأتلانتا رافايل بوستيك معللاً أهمية الموثوقية على الكفاءة.
ولابد هنا من الإشارة إلى أن قلة الترابط الاقتصادي، تعني أن التنمية والاختراعات ستقل بينما ستزدهر وتقوى الشركات والصناعات المحلية بشكل يمكّنها من المطالبة بحمايات خاصة، بشكل أعم، ستقل العوائد من الاستثمارات التي يقوم بها الأفراد والشركات.
لقد بدأ الاقتصاد العالمي فيما بعد عام 2020 مختلفًا عما كان عليه في العقود الثلاثة الماضية بطرق عديدة مازلنا نحاول فهمها. الأكيد أن عالم ما بعد ٢٠٢٠ وهو عالم ما بعد أزمة كوفيد – 19 قد يبدو اقتصاديًا بشكل مختلف تمامًا عما كان عليه قبل عام ٢٠٢٠، وأحد أهم الشعارات فيه “الانتقال من العالمية إلى المحلية”.
وكانت المملكة العربية السعودية؛ مثالًا يُحتذى به في هذا التوجه، فكانت من أوائل الدول التي تميزت وتفوقت بفضل الله عز وجل ثم بفضل سياساتها الاقتصادية التي اتبعتها في ظل أزمة كوفيد – 19.
ومن أوائل الدول؛ التي صنعت لها في الفترة الحالية بنية اقتصادية جعلت منها وجهة لجميع اقتصادي العالم، مشروع نيوم، مشروع البحر الأحمر، وغيرها الكثير الكثير من المشاريع هي من أفضل الأمثلة وأقواها لكل من يريد الحديث عن التحول من العالمية إلى المحلية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال