الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال الفترة الماضية صدر مبرر جديد لبعض (معارضي التوطين) وهو مصطلح الكفاءة!
لنرى مقالات وتلميحات توحي لك أن المواطن السعودي لا يملك الكفاءة وان التوطين بلا كفاءة يجعل المنظمة “جمعية خيرية” بتلميح لخطوات الوزارة في خطط توطين الوظائف، وهم يُخّفون السبب الحقيقي وانهم مغيبون عن مخرجات سوق العمل لدينا بل يأخذُ تقاريره من بعض موظفيه الذين يوحون له بصدق كل ما يشعر بهِ ويقولهُ “حفاظاً على لقمةُ العيش”!
وظاهر الأمر الكفاءة اما باطنه “راتب اقل” لأنهم في الغالب لا يعلمون ما هي التكلفة الحقيقية للعامل غير السعودي مقارنة بالعامل السعودي.
كنتُ سأقبل هذا الطرح لو كان قبل عشرة أو عشرون عاماً عندما كانت الشهادة الجامعية ميزة، وعندما كان الناطقين لدينا بلغاتٍ أخرى غير العربية قلة، وكان عدد المتعلمين بالخارج مقصوراً على طبقة معيّنه بل كنتُ سأقبل الطرح وبرأسٍ منخفض.
أما الآن فدعني اجيب أصحاب مصطلح الكفاءة!
أولا نحنُ حالياً نملك من العاطلين ما يفوق الثمانمائة ألف خريج، ولو افترضنا جدلاً ان الجادون بالبحث عن عمل منهم ويحمل شهادة جامعية مائتا ألف كما تشير بعض المصادر، بينما عدد العاملين من غير السعوديين في القطاع الخاص يفوق الستة ملايين عامل، أي لو قمنا بالحال بفرض جميع العاطلين عن العمل على القطاع الخاص فلم ينقص من رقم العاملين غير السعوديين ما يخل بتوازن سوق العمل وخاصة إذا ما نظرنا لنوعية الوظائف التي يشغلها اغلبهم ومستوى كفاءتهم مقارنة بعددهم.
ثانياً نملك عدد خريجين من جامعات عالمية ومحلية كفاءتهم التعليمية تفوق كثير من الدول التي يعتمد السوق السعودي على الاستقطاب منها وهنا أتحدث على مستوى ترتيب الجامعات السعودية مقارنة في الدول التي يتم التعيين منها فبعضها لا تملك حتى جامعة واحدة في مؤشر أفضل مائة جامعة على مستوى العالم.
ثالثاً وصلنا لمرحلة تصدير الكفاءات على مستوى العالم ونملك شباب وشابات سعوديين يعملون في وظائف مرموقة لدى اضخم شركات العالم.
رابعاً مقياس الكفاءة يكون على أرض الواقع وليس من خلال المقابلة الشخصية التي تشكل نسبة لا تكاد تصل إلى 30% من مقياس معرفة الكفاءة والجودة فكيف أُصدرت الأحكام قبل إعطاء الفرصة لأبناء وبنات وطنك؟
وهناك العديد من العوامل لو اسهبتُ بها لطأطأ أصحاب ذريعة “الكفاءة” رؤوسهم كما كنّا في الموارد البشرية نفعل سابقاً في زمن “السعودة” وليس الآن في زمن “التوطين”.
مررت يوماً بأحد الشركات فوجدت لديها موظفاً غير سعودي يعمل منذٌ ثلاثون عاماً وقد تجاوز الخامسة والخمسون عاماً فسألت مالك المنشأة عن الفائدة المرجوة من رجلٍ وصل لسن يحتاج بهِ إلى الراحة والعودة لحياتهِ مع أبناءهِ في بلدهِ الأم، فأجاب “عشرة عمر” ولا أستطيع الاستغناء عنه بعد ذلك العمر، ابتسمت وقلت لهُ هنا أصبحت منشأتك جمعية خيرية وليس عندما توظف شاباً او شابة في مقتبل العمر من أبناء بلدك!
ختاماً ليكن معلوماً للجميع نحنُ لسنا عنصريين فقائدنا وولي عهدنا ذكر في لقائه الأخير ان هدف المملكة في عام 2030، ان يصل عدد سكانها خمسون مليوناً النصف منهم من غير المواطنين وهذا إثبات من قيادتنا بأن المملكة هي وطن الجميع ولا تميز بين مواطن وغير مواطن.
ولكن نحنٌ كباقي الدول التي تلتزم بتقديم الوظائف والتعليم والمعيشة الكريمة لمواطنيها، كيف لا ونحنُ بشهادة العالم أجمع قدمنا دروساً في أهمية الإنسان أثناء الجائحة وقبلها وبعدها، كيف لا ونحنُ بكل فخر المملكة العربية السعودية.
قيل لي:
الكفاءة أم السعودة؟
فأجبت: التوطين
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال