الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اثنا عشر عامًا قضيتها بين الاطّلاع على السّير الذاتية وإجراء المقابلات الشّخصية بشكل يومي، توصّلت خلالها إلى حقائق وقواعد مهمة أحاول تلخيصها لحديثي التخرّج والباحثين عن عمل، بدءًا بالسيرة الذاتية وانتهاءً بالحصول على الوظيفة.
وجدتُ أنّ المعادلة الذهبية للتّوظيف النّاجح تتألّف من عنصرين أساسيين، أوّلهما ملائمة مهارات ومؤهلات المتقدّم مع الوظيفة الشّاغرة، وثانيهما القيمة المضافة التي تميّزه عن غيره. ويمهّد هذان العنصران طريقك إلى المقابلة الشخصية والحصول على فرصة سانحة لعرضٍ وظيفي. في المقابل يعتمد نجاح المعادلة – بعد توفيق مقسم الأرزاق – على إنصاف لجنة المقابلة وحرص المتقدّم على استيفاء الشروط. أمّا القيمة المضافة فهي ما يبرز حرص المتقدّم على شغل الوظيفة والتفوّق على أقرانه. ويتمثّل في عدّة مؤشرات سأوردها فيما يلي.
تميّز في سيرتك الذاتية
السرّ هنا أن تضع نفسك مكان من يستقبل سيرتك الذاتية مع عشرات وربما مئات السير المماثلة التي تصله كل يوم! ما الذي سيجذبه فيها من بين البقية؟ بالتأكيد كلّما كانت مختصرة ومتميّزة شكلًا ومضمونًا كانت أكثر تحفيزًا للنظر فيها وتفحّص سطورها، خصوصًا حين تكون الوظيفة في السلّم الأول، أمّا السير الذاتية المطوّلة التي تتضمّن قائمة الإنجازات المتحقّقة وسلسلة المهارات المتخصصة التي اكتسبها الموظّف خلال مسيرته… فتلائم المتقدّمين على الوظائف القياديّة والفرص الوظيفية في المستويات العليا والمتوسطة. ونجاحك في إعداد السيرة الذاتية هو المفتاح الأهم للحصول على فرصة المقابلة الشخصية
اليوم! تعتمد كثير من الجهات والشركات الكبرى على توظيف الذكاء الاصطناعي في فرز وتنقيح السير الذاتية التي تصل بالآلاف, لذلك من المفيد جدًا التعرف على آلية عمل مثل هذه المواقع و استخدام و إبراز بعض العبارات التي تعتبر ( مـــفاتيــــح ) يقرأها البرنامج ويفهمها
استعدّ لإبهارهم في المقابلة الشخصية
مخطئ من يتوقّع النجاح في مقابلة لا يعرف المتوقّع منه فيها! من خلال معرفة المهارات المطلوبة في الشاغر، ومدى ملاءمتها مع نقاط القوة لدى المتقدّم، والحرص على الإبداع في عرض نقاط القوّة بشكل مختصر ودقيق يشبع فضول لجنة المقابلة ويبهرهم أيضًا، مع تجهيز إجابات نموذجية لأكثر الاسئلة شيوعاً: (حدثنا عن نفسك؟ لماذا علينا توظيفك؟ ما هي نقاط ضعفك؟ هل تفضّل العمل وحيدًا أم مع الفريق؟) والتدرّب على الحديث بثقة نفس ظاهرة ولغة جسد سليمة والحضور بمظهر خارجي أنيق وملائم لنوع الوظيفة الشاغرة، لصناعة انطباع أوّلي إيجابي ينعكس على نتيجة المقابلة. بالإضافة إلى تحاشي العبارات السلبية حال السؤال عن الوظائف السابقة، وإتقان ارتداء قبعة التفكير الناقد دون تجريح أو تعريض بالجهة السابقة أو مسؤوليها.
اطّلع باهتمام على معلومات الجهة واحتياجاتها وطموحاتها
كما أنّ البشر يحبّون من يعرفهم عن قرب فالحال نفسه مع الشركات، لهذا فإنّ أفضل طريقة لكسب ثقة الشركة معرفة الكثير عنها والاطلاع على أهدافها ومجالات عملها ومنافسيها، وأخذ جولة على حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي، ودراسة عملائها ومستفيديها، وتأمّل أوجه إسهاماتها في تحقيق رؤية المملكة 2030، وهذا الاطلاع من شأنه أن يضع للمتقدّم أولوية على منافسيه ويمهّد له طريق التميز في وضع حلول مُبتكرة لتحدّيات الجهة ومشكلاتها.
كن مواكباً للرائج في تخصصك ومجالك
لا يوجد تخصّص في يومنا الحاضر إلا ويتقاطع مع التقنيات المتجدّدة والتطبيقات والمواقع المتخصصة، وكلّما زاد إلمام المتقدّم بالرائج من الأخبار والأحداث والمناسبات والممارسات العالمية في مجاله كلّما حقّق أولويةً في الحصول على الوظيفة وتنبّأت الجهة بمقدار إفادته لهم على المدى القريب والبعيد.
قبل هذا كلّه
أهم ما يمكن قوله للباحث عن وظيفة، إنّ هذه المؤشرات والنصائح لن تفيدك ما لم تتسلّح بالأساسيات المتمثلة في إتقان المهارات التي يتطلّبها سوق العمل اليوم، إلى جانب مهارات التواصل التي تضمن لك الانسجام مع فرق العمل والتكامل معها بطريقة تحقّق تبادل المنفعة المطلوب في أي وظيفة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال