الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وردهٌ اتصالاً يزف له بشرى بأن لديه مقابلة وظيفية بعد يومين، فَرح المرشح وأبلغ أفراد عائلتهِ ورسم أحلامهُ الوردية على لوحة الأمل، مع أن الوظيفة التي تم ترشيحهُ عليها تبعد مسافة الألف كيلو متر، ليحصل على مبلغ من والدته بعد بيعها بعض حاجياتها الثمينة لتأمين تذكرة سفرهِ.
وصل فجراً وسواد قل النوم يظهر تحت عيناه فرحاً متوتراً يريد العودة بالبشرى لأفراد عائلته وقبل المقابلة بفترة كان ينتظر ويفكر فيما معه من مال هل الأفضل ان يحصل على إفطارٍ بسيط من أن يترك مبلغ العودة للمطار؟
وصل لمقر المقابلة وبحث عمن اتصل بهِ ليسمع حوار الغرف يدار وصوت من اتصل به عالقاً في ذهنه وهو يقول “تم تعيين مرشح آخر وخطاب التعيين أمامي ولكن لابد من المفاضلة”.
كيف شعورك عزيزي القارئ لو كنت مكان هذا الشخص؟
ما ذكرتهُ يحصل في بعض القطاعات دون الاكتراث لأفضلية المرشحين وأحقيتهم بالوظيفة بل يكون مبنياً على “ولد مين” او “من طرف فلان” وهذا ما يقتل الكفاءات ويُحارب في جميع الدول.
لذا اكتبُ هذا المقال لأوصل رسائل بسيطة لمسؤولي التوظيف وأصحاب المناصب والمنشآت.
أنتم من تدّعون ان الكفاءة هي المعيار المفترض للتعيين فلماذا تعجّ منشآتكم بـ “ولد فلان ومن طرف فلان”؟
أنتم من تنادون بعدالة الفرص وتقتلون الكفاءات وهي في مهدها بهذه الطريقة بلا مبالة ولا مراعاة لظروف ومشاعر الآخرين فكما تريدون من ينظر لآلمكم وأوجعاكم انظروا لآلام وأوجاع من تستدعونه للمقابلة تحت بند “المفاضلة الوظيفية” بهدف تمرير قرار تعيين من لكم مصالح مشتركه معهم.
اما مسؤولي التوظيف فقد علمتنا الموارد البشرية ان أحد اهم أهداف وجود هذا القسم هو سنّ العدالة في المنشأة مهما كانت هذه المنشأة متسيبة فهنا دورك الرئيس هو علاج هذا التسيب ليس فقط التسيب في ضبط الحضور والانصراف فانت لستَ جهاز بصمة!
أنت مسؤول أمام الله أولا ثم امام امانتك المهنية بفرض العدالة وان كان مسؤولك يفرض عليك هذه المسألة، فعلى الأقل لا تبلغ من هو يقطن في مناطق بعيدة بضرورة حضوره ليكمل مسرحية المفاضلة التي هي من تأليف مسؤولك وأدائك أنت!
راعوا مشاعر هؤلاء المرشحين فقد يتحولون إلى باحثين عن “واسطة” بدلاً من بحثهم عن عمل وبحثهم عن تطوير أنفسهم ومحاولة دخولهم معادلة الفرد المنتج في هذا الوطن.
أبلغوا من لم يجتز المقابلة بعدم اجتيازه لها لكيلا ينتظر إلى الأبد ويتعلق في حلمٍ زائل!
حديثي هنا يبّعض لا يجمع، ولكن الفاسد يؤثر على الجيد.
كلمة أخيرة نحمد الله على وجود هيئة الرقابة ومكافحة الفساد “نزاهة” فهي ستكون دائماً بالمرصاد لمثل هذه التصرفات الغير مسؤولة وان تركت منصبك هم آتون لك.
قيل لي:
رُشحت للمفاضلة الوظيفية
فأجبت: مبروك دور الكومبارس!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال