الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لطالما تضمنت الأحاديث عن المملكة ونقاط قوتها محور نسب الشباب العالية في المجتمع وما لذلك من أهمية وانعكاس على مستقبل التنمية ودفعها لمستويات متقدمة. ومع ما نعيشه من تطور وازدهار ورفاهية ولله الحمد على مستوى المملكة أصابنا ذلك بنوع من الفتور والغفلة عن حقيقة أننا وخلال عدد ليس بالكثير من السنوات القادمة سنبدأ بالانتقال من مرحلة الشباب الى ما بعدها.
يشير تقرير للجزيرة كابيتال عن قطاع الرعاية الصحية بالمملكة عن وجود تحول ملحوظ في تشكيلة الفئات العمرية للمجتمع ما بين عام 2007 وعام 2011 فانخفضت نسبة الفئة العمرية ما بين (0 الى 14) سنه من 32% الى 25%، كما زادت نسبة الفئة العمرية (30-45) سنه من 25% الى 29% وأيضاً زادت نسبة فئة (45-60) سنه من 12% الى 19% وهو ما يشير الى تقدم واضح لفئة الشباب بالعمر مقابل ضعف في نسبة المواليد الجدد.
وتتراوح نسبة الإنجاب بالمملكة حسب أرقام الأمم المتحدة في حدود 2,2 تقريباً لعام 2021 وهو مستوى متدني وأعلى بقليل من مستويات 2,1 والتي تحافظ على عدد السكان بدون زيادة. كما تتوقع الأمم المتحدة أن تصل نسب الإنجاب 1,99 وذلك قبل عام 2030مما يعني بداية تناقص أعداد المواطنين مستقبلاً.
قد تكون العلاقة بين تناقص أعداد المواليد والتطور والتقدم وزيادة رفاهية المجتمع واضحة في العديد من الاقتصاديات العالمية وعلى رأسها أوروبا، وقد تتطلب سرعة تطور ونمو الاقتصاد السعودي أعداداً كبيرة من العاملين الأجانب لضمان استمرارية النمو ولا أعتقد أن هذه الأرقام خافية على صناع القرار والدليل كثرة برامج الاستقطاب سواء للأفراد أو المؤسسات والشركات للعمل والعيش بالمملكة.
الا أن ذلك يجب ألا يقودنا بالضرورة الى ارتكاب نفس الأخطاء التي مرت وتمر بها المجتمعات ذات التجربة المماثلة فتقلص السكان المحليين مع كثرة العاملين من مختلف الدول قد لا يكون إيجابياً على المستوى الاقتصادي والثقافي طويل الأمد فنحن لسنا وحدنا من نبحث ونحاول استقطاب المواهب وأصحاب المهارات والاستدامة دائماً تبنى على العنصر المحلي. أعتقد والله أعلم أننا نحتاج الى العديد من البرامج والدراسات لتسليط الضوء على أثر هذه التغيرات ومحاولة وضع حلول استباقية لتلافي هذه المشكلة المستقبلية.
في رعاية الله….
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال