الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في السابق كان من الصعب بناء محفظة استثمارية متنوعة في السوق السعودي بسبب قلة تنوع القطاعات التي كانت محدودة بقطاع البنوك والتأمين والبتروكيماويات والاسمنت وقليل من التجزئة والصناعة والاتصالات وكانت تتميز الشركات القابلة للاستثمار بوصلها لمرحلة النضج حيث يصعب تطعيم المحفظة الاستثمارية بشركات ذات النمو.
اليوم اختلف الأمر تماما ، نشاهد تنوع في القطاعات فلدينا القطاع الصحي وقطاع التقنية الذي يتميزون بالنمو العالي وقطاع صناديق الريت الذي يتميز بالتوزيعات المنتظمة والصناديق الاستثمارية المتداولة التي تتميز بقلة المخاطر وشركات متعددة مميزة في قطاعات التجزئة والصناعة وحتى قطاعات جديدة كشركات المطاعم والاستشارات والشركات الخدمية ذات النمو العالي، بل حتى تطبيقات تقنية مميزة بالإضافة الى سهولة الدخول في الملكية الخاصة بشركات ناشئة عن طريق منصات التمويل الجماعي .
في هذا المقال سأسرد أربعة نصائح تساعدك في بناء محفظة استثمارية متنوعة تخدم أهدافك الاستثمارية .
مهما أعجبك سهم معين وكنت متفائل فيه لا تضع أموالك في شركة واحدة أو قطاع واحد لأن كل قطاع يتأثر بعوامل مختلفة قد لا تتوقع حدوثها وأكبر درس هو جائحة كورونا وتأثيرها على القطاع السياحي بشكل كبير الذي كان يتمتع بنمو عالي ومواكب لرؤية 2030 ومع ذلك مازالت تتأثر شركاته بالجائحة حتى اليوم .
التوزيع المثالي :
يختلف توزيع استثماراتك حسب حجم محفظتك وأهدافك الاستثمارية كل ما زاد حجم المحفظة يكون هناك تنوع أكبر سواء بالقطاعات او حتى تنويع في الدول التي تستثمر بها ، وحتى لو كانت المحفظة صغيرة جدا لا تضع بيضك في سلة واحدة .
مع عدم الإفراط في التنويع الذي سيصعب عليك متابعة أداء استثماراتك ومراقبة النتائج الدورية فمن غير المنطقي الاستثمار في 100 شركة صحيح ان المخاطرة ستقل لكن أيضا العوائد ستكون قليلة.
أيضا راعي ان تكون نسبة معينة من المحفظة عبارة عن نقد بالإمكان ان تنخفض هذه النسبة وقت النمو الاقتصادي وبإمكانك رفعها في أوقات الانكماش أو الركود لكن دائما لا تجعل محفظتك نقد بالكامل ولفترات طويلة .
بناء المحفظة لا يكون في يوم وليلة، بعد تحديد هيكل المحفظة وتوزيع النسب بين القطاعات لا تقوم بالشراء فورا حسب النسب المخطط لها ، قد يكون الشراء على دفعات أفضل طريقة لتقليل المخاطر .
واستمر في إضافة الفائض من دخلك بشكل شهري واستمر في إعادة استثمار التوزيعات والأرباح في زيادة حجم المحفظة حتى تصل الى الحرية المالية التي ستسمح لك الاستمتاع بعوائد محفظتك .
قد يكون أصعب جزء في بناء المحفظة معرفة أوقات الدخول وأوقات الخروج من استثماراتك ومن أكبر الأخطاء التي تحدث هو أن تبيع شركاتك الرابحة لتقوم بالتعديل بالشركات الخاسرة وألا تلتزم بنسبة التوزيع في هيكل المحفظة غالبا شركاتك الرابحة تستمر في الارتفاع وليس شرطا ان شركاتك الخاسرة ستقوم بالارتداد قريبا ، ومن المستحيل ان يكون دخولك في شركاتك في القيعان وخروجك في القمم .
لا يجعلك سعر السهم تتخذ قرارات في إعادة توزيع استثماراتك، بل هي عدة عوامل منها النتائج المالية للشركات والوضع الاقتصادي العام وحتى تطورات الأحداث العالمية.
قد تكون هذه أهم نصيحة، من الضروري مراقبة أداء محفظتك وأن تقارن أداءك وأن تتعلم من أخطائك بشكل مستمر عن طريق مقارنة أداءك مع أداء المؤشر العام ، أو حتى أداء شركاتك مع بعضها وتتعلم الأسباب التي لم تراعيها في شركاتك الخاسرة والأسباب التي دعمت شركاتك الرابحة .
تحدثت مع كثير ممن لديهم خبرات تتجاوز 15 عاما في السوق السعودي، ولكن القليل جدا ممن استفاد من هذه الخبرة الطويلة فلا يعرف أي السنوات الأكثر ربحا لديه وينسى الأخطاء التي وقع فيها ، ولم يستفيد من قراراته السابقة الخاطئة ويعيد الوقوع في نفس الأخطاء باستمرار .
أفضل دائما في مراقبة محفظتي أن استخدم Google sheet لمراقبة أدائي اليومي والاسبوعي وحتى الشهري عن طريق أدوات تحديث الأسعار التلقائي وبإمكانك أيضا استخدام الاكسل في ذلك أو أي أدوات أخرى توثق أداء محفظتك بشكل تلقائي .
هذه كانت أبرز النصائح لبناء محفظة استثمارية متنوعة أيضا لا تنسى :
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال