استخدام علم البيانات في النمو الاقتصادي

في هذا المقال سوف نستعرض المفاهيم والركائز الأساسية من استخدام علم البيانات وأثرها على النمو الاقتصادي. لقد أصبحت البيانات هي الوسيلة الأساسية للاقتصاد الرقمي وتعتبر ثروة وقيمة اقتصادية هائلة. 

مع ظهور مفهوم البيانات الضخمة (Big Data)، كمصطلح يشير إلى مجموعة من البيانات الضخمة والمعقدة سواءً في تخزينها ومعالجتها، فإن هذا العلم له أدواته وتطبيقاته الخاصة لتحقيق أهدافه والاستفادة من تراكم البيانات اليومية الكبيرة، كثروة معلوماتية ومادية تتميز عن غيرها بازدياد قيمتها كلما تم استخدامها. وتعتبر هذه الثروة ليست كغيرها من الثروات الأخرى مثل الثروات الطبيعية كالنفط، والذهب، والنباتات، والبحار. فأن هذه البيانات لا تتم معالجتها بطرق تقليدية، بل تحتاج إلى أنظمة وتطبيقات متقدمة لإدارتها وتحليلها خلال فترة زمنية معينة. 

تنقسم هذه البيانات إلى بيانات منظمة (Structured Data) وبيانات غير منظمة (Unstructured Data). تعتبر البيانات المنظمة محددة للغاية ويتم تخزينها بتنسيق محدد مسبقاً في قواعد البيانات. أما البيانات الغير منظمة تعتبر بيانات مصدرها مواقع الإنترنت، البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وصور الأقمار الصناعية. 

هذه البيانات يمكن ان تٌوصلنا إلى مفاهيم واستنتاجات هامة جداً من خلال تحليلها ومعالجتها.  البيانات الغير منظمة تعتبر بيانات ضخمة جداً ولها صفات وسمات مختلفة تسمى ب (V5) وهي: كبيرة الحجم (Volume)، عالية التنوع (Variety)، عالية السرعة (Velocity)، الدقة والموثوقية (Veracity)، والقيمة (Value). 

تعتبر هذه البيانات ثروة مهمة جداً ومثلها مثل الثروات الطبيعية كالمواد الخام، فهي تحتاج للتحليل واستخراج ما تحمله من حقائق وقيمة حقيقة، كالنفط على سبيل المثال، فمجرد استخراجه من باطن الأرض لا يعني بأنه جاهز للاستخدام، بل يحتاج إلى التكرير والتنقية ليكون قابل للاستخدام. 

ومحور تركيزنا في هذه المقالة هو هل الاقتصاد يستفيد من هذه البيانات الضخمة؟ الاقتصاد الرقمي (Digital Economy) يعتبر البيانات الضخمة (Big Data) على أنها أحد وأهم الركائز لبناء أي اقتصاد مستدام في الوقت الحالي والمستقبل أيضاً، لأنه معتمد على الدراسة، والتحليل، والمعرفة، وفهم الواقع من أجل تحويل هذه البيانات الضخمة إلى معلومات واضحة ومعرفة قابلة للاستخدام.