الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بيئة العمل تعد من الأماكن الضرورية للراحة النفسية والعطاء، حيث إن الإنسان يقضي فيها قرابة نصف يومه أو أقل أو أكثر من ذلك، الانخراط في العمل والحرص على تأديته على أكمل وجه، أمر إيجابي يساعدنا على سرعة تحقيق طموحنا بشكل أفضل، لكن المبالغة في الاهتمام بمهام ومسؤوليات العمل والتشبع بمشاكله وضغوطه قد يدفعنا إلى الدخول في مرحلة تسمى “الاحتراق الوظيفي”.
لذا من الضروري التغلب على جميع التحديات والصعوبات الموجودة في بيئة العمل من أهم الركائز الأساسية والقوية لاستمرارية الموظفين، ويعتبر الاحتراق الوظيفي السبب الرئيسي وراء استقالة أعداد ضخمة من الأشخاص من وظائفهم في عام 2021م.
يُعرَّف “الاحتراق الوظيفي” بأنَّه ضغطٌ نفسيٌّ وبدنيٌّ يعاني منه الشخص نتيجة شعوره بالقهر، بحيث ينتقل من مرحلة استمتاعٍ وأداءٍ عالٍ في العمل، إلى مرحلةٍ من الفتور وانعدام الدَّافعية وتراجع في الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، فيصبح غير قادرٍ مطلقاً على التأقلم مع ظروف العمل المحيطة به، ويتحوَّل إلى شخصٍ انعزاليٍّ مصحوب في كثير من الأوقات بإحساس بالتشاؤم واليأس، وتستمر مرحلة الاحتراق الوظيفي لفتراتٍ طويلة، وتختلف عن الفترة المحدودة الطبيعيَّة من انعدام الطاقة التي يمكن أن يمرَّ بها أيُّ إنسانٍ نتيجة ضغط العمل.
يعدّ أغلب الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي أشخاصاً مميَّزين، حيث يحتلُّ العمل قيمةً عليا في حياتهم، إلَّا أنَّهم يفتقرون إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، أو أنَّهم يشغلون وظائف ذات ضغط عملٍ مرتفع، مثل الوظائف الخدمية، كالتَّعليم والرعاية الصحيَّة.
صنَّفت منظمة الصحة العالمية الاحتراق الوظيفي على أنَّه مرض؛ لأنَّه يؤدِّي إلى الكثير من الأمراض الصحية والنفسية والاجتماعية.
العلاقة بين الاحتراق الوظيفي والرضا الوظيفي:
يوجد ارتباط كبير بين الاحتراق الوظيفي والرضا الوظيفي ، حيث أن الموظف الغير راضي والغير مستمتع بعمله من الممكن أن يصاب بالاحتراق الوظيفي على المدى الطويل.
يجب التعرف على علامات الإنذار التي تنبهنا إلى الوصول إلى تلك المرحلة الحرجة “الاحتراق الوظيفي” وهي:
كيف نعالج الاحتراق الوظيفي؟
وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة علمية حديثة، أجرتها “الرابطة الأمريكية لعلم النفس”، و”مركز بحوث الرأي الوطني” بجامعة شيكاغو، أن 48% من الأمريكيين عانوا زيادة في معدلات التوتر على مدى السنوات الـ5 الماضية، وأفاد 31% من المبحوثين بأنهم يجدون صعوبات في إدارة مسؤوليات العمل والأسرة معًا، فيما أكد أكثر من نصف المبحوثين (53%) أن العمل يسبب لهم حالة كبيرة من الإنهاك والتعب.
ووجد استطلاع للرأي أجرته “جمعية إدارة الموارد البشرية الأمريكية”، أن “الإرهاق والاحتراق الوظيفي” هو أحد أهم أسباب استقالة الكثير من الموظفين.
ويقول موقع “بينزنس إنسايدر” الأمريكي، إن السبب الرئيسي وراء الوصول لمرحلة “الاحتراق الوظيفي”، هو الاختلال بين المُدخلات والمُخرجات، أي أن الفرد يعطي لعمله أكثر مما يأخذه منه، ويُهمل حياته الشخصية.
وفي الختام لحماية أفراد فريقك والموظفين من الاحتراق الوظيفي شجعهم على حمل المسؤولية ،فخذ الأمر بروية وهدوء بلا ضرر ولا ضرار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال