الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل يعترف المناخيون بخطأ مسيرتهم المتطرفة في محاولتهم الضروس للاستبدال القسري لمصادر الطاقة الأحفوري بالنظيفة التي أثبتت أنها مكلفة وغير مستدامة، وكيف سيواجهون العالم في مؤتمر المناخ COP27 الذي سيقام في شرم الشيخ بمصر في نوفمبر القادم، خاصة بعد أن بدت أهداف مؤتمر باريس في معالجة انبعاث الكربون وكأنها تتهاوى أمام مشهد العودة لاستخدام الفحم في أوروبا؟
مؤتمر المناخ القادم سيكون مليء بالإحراجات أمام رجعة أوروبا لاستخدام الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية نتيجة نقص إمدادات الغاز الطبيعي بسبب الحرب في أوكرانيا وهي ذريعة غير دقيقة، إضافة إلى ظهور حقائق لا يمكن انكارها عن فوائد الوقود الأحفوري الذي سيستمر في التفوق كثيرًا على آثاره الجانبية للأجيال القادمة، فالطريق إلى الازدهار البشري العالمي في المستقبل لا بد أن يعتمد على مزيج من استخدام المزيد من الوقود الأحفوري، مع ضرورة التحسن في إتقان إدارة ملف المناخ من خلال دعم الخيارات النظيفة الواعدة للوصول لمستوى مقبول من المصداقية والموثوقية والجدوى الاقتصادية.
الوقود الأحفوري أثبت أنه لا يزال مصدر الطاقة المأمون في جميع أنحاء العالم، والطلب عليه ينمو نتيجة مصداقيته، وبعكس تمنيات المناخيين خاصة في الوقت الذي يكون فيه حجم التوترات السياسية والاقتصادية مقلق للعالم، فإن مصادر الطاقة المتجددة لا يمكن أن تكسب الثقة في اللحظات الحرجة، خاصة مع تزايد انقطاعات التيار الكهربائي الناتجة عنها بسبب عدم وصول هذه المصادر للمستوى المقبول من الفعالية التشغيلية.
تظل التأثيرات السلبية على المناخ بسبب استخدام الوقود الأحفوري – وهي حقيقية إلى حد ما إذا ما استثني الفحم – لا تقارن بالفوائد التي ساهمت في ازدهار المجتمعات وحياة الأفراد، فقد أدت التنمية الاقتصادية والاجتماعية المعتمدة على الوقود الأحفوري إلى تحسين المستوى المعيشي وأيضا ساهم في خفض مستوى الفقر في العالم، كما أن الرعاية الصحية التي أدت إلى انخفاض الوفيات كانت في أدنى مستوياتها على الإطلاق بفضل التطور الذي يعتمد على الوقود الأحفوري، وأمور أخرى عديدة كان للوقود الأحفوري دورا هاما في تطوره.
المناخيون في موقف محرج للغاية، فاستخدام أوروبا للفحم – وهو الأسوأ كمصدر للطاقة بسبب انبعاثاته الكربونية – لأجل الحفاظ بقدر المستطاع على رفاهية شعوبها وسلامة اقتصاداتها يبين بأن الهوة بين مبادئهم على الورق والتزامهم على أرض الواقع واسعة وعميقة، مما يشير إلى أن ادعاءاتهم حول الهيمنة الوشيكة لأدوات الطاقة المتجددة هو وهم قائم على افتراضات خاطئة، مما يرشح أن يقابلوا أثناء مؤتمر COP27 القادم من يطلبونهم بإعادة النظر فيما يعتقدونه في العديد من المواضيع، ليس فقط في المناخ ولكن أيضا في البيئة وأمن الطاقة المرتبط بمستقبل واستقرار العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال