الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تخارج الشركات الأوروبية من قطاع التأمين مدعاة للتساؤل، ومدعاة للتحليل، ومدعاة أيضا (للاستماع)، ذلك أن الاستماع مهم وضروري لفهم وجهة نظر الأطراف المتخارجة، وهنا تحديدا شركات التأمين الأوروبية. اكسا الفرنسية تخارجت من حصتها في اكسا السعودية المدرجة في السوق المالية، واكسا الفرنسية احدى اكبر شركات التأمين في العالم. والآن بدأت الأخبار تتسرب من (بلومبرغ) ان اليانز للتأمين الألمانية ستتخارج من حصتها في الشركة السعودية المدرجة، واليانز ايضا احد اكبر شركات التأمين في العالم. اليانز واكسا من اكبر ١٠ شركات تأمين في العالم، فهل التخارج نتاج قناعة ان قطاع التأمين في السعودية لم يعد مجدي للاستثمار. اكسا الفرنسية اعلنت في موقعها ان سبب التخارج جزء من خطة (تبسيط أعمالها)، فهل قطاع التأمين في السعودية معقد الى درجة يصعب معها تحقيق عوائد مجزية؟
الحقيقة، و وفق الارقام الرسمية، انخفض عمق قطاع التأمين من الناتج المحلي الغير نفطي منذ إطلاق الرؤية عام 2016, حيث كان عند إطلاق الرؤية يتجاوز ال٢%، وفي نهاية عام 2021 وبعد خمس سنوات انخفض الى 1.91% وهذا مدعاة للتساؤل هل هناك خلل هيكلي في القطاع، وخصوصا ان المنطق يشير الى انه من البديهي ان ترتفع هذه النسبة كنتاج لعمليات الإصلاح المالية التي تمر بها بلادنا.
قطاع التأمين مهم، وتغلغله يعكس إدارة مخاطر حصيفة من القطاع الخاص بمختلف فروعة و قطاعاته الاقتصادية، والقطاع الخاص يعي هذا جيدا، فهل هناك قيود تمنع توسع قطاع التأمين في تقديم منتجات تلبي احتياجات قطاع الأعمال؟ هذه أسئلة وغيرها ( الكثير) بحاجة لاجوبة من كافة الاطراف ذات العلاقة، ولعله من المناسب ان تقوم وزارة الاستثمار بدراسة موسعة بعد الاستماع لكافة الجهات و فحص الأرقام المتوفرة و خصوصا ان الامر وصل الى تخارج الشركاء المؤثرين في قطاع التأمين العالمي.
نتمنى التوفيق والسداد للشركات الأوروبية المتخارجة والتي نتمنى لها رحلة موفقة ونتمنى التوفيق للأطراف التي اشترت حصصها. ولكن انا على قناعة ان قرار التخارج جاء بعد تمحيص ودراسة من الشركات الام الاوروبية، واعتقد انها لا تمانع من مشاركتنا اراءها. واود ان اذكر هنا نقطة مهمة بخصوص شركات التأمين الأوروبية، فهي لا تعاني من مشاكل مالية في بلدانها، بل على العكس هي تتمتع بملاءة مالية قوية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال