الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أشار معالي نائب وزير الصناعة م. أسامة الزامل قبل أيام عن قرب صدور الاستراتيجية الوطنية للصناعة في المملكة وهي خارطة طريق المنظومة الصناعية مستقبلاً. ولا شك أن المنظومة الصناعية و بالأرقام تعيش أزهى مراحلها حالياً، ومن باب الاستئناس سأتحدث كيف استطاعت بعض الدول والشركات الصناعية الوصول للعالمية من خلال ربطها بنموذج الألماسة لمايكل بورتر.
يعرف بورتر نظرته لعوامل تشكل الميزة التنافسية للصناعة وقدرة الشركات على النمو والتوسع الخارجي أو ما يعرف بنموذج الألماسة بأربع عوامل رئيسية هي توفر البنى التحتية والعمالة والموارد، طبيعة الطلب الداخلي وكيف تؤثر ارتفاع جودة الطلب على تعزيز الابتكار ونمو فرص المنافسة الخارجية، وجود الصناعات المساندة، طبيعة هيكلة الشركات ونظام المنافسة.
ولعدم كفاية المقال على التفصيل أكثر نأخذ أحد الأمثلة العالمية وهي شركة LV الفرنسية الرائدة في مجال الأزياء والموضة وكيف استطاعت فرنسا أن تكون مقصد العالم للعلامات التجارية الفاخرة ومستلزمات الجمال.
كانت فرنسا مركزاً للحرير والمنسوجات على مستوى أوروبا. أراد لويس الرابع عشر الاستفادة من ميزة صناعة النسيج لخلق منتجات عالية الجودة والرفاهية لاعتقاده أن ذلك سينعكس بشكل رئيسي على تطور الاقتصاد ومستوى الرفاهية للشعب. ومن هنا تم تأهيل وتطوير البنى التحتية لهذه الصناعة مما ساعد على ولادة شركات مثل LV , (توفر البنى التحتية والموارد).
مع نمو هذه الصناعة الفاخرة ابتدأت ذائقة الفرنسيين بالارتفاع مما جعل المصنعين يعملون على تطوير وتعزيز جودة المنتجات لمواكبة الطلب والمنافسة المحلية مما استدعى التركيز على تمهير وتدريب العاملين لمدد قد تصل الى حوالي السنتين للتأكد من احترافية العاملين بالصناعة (طبيعة الطلب الداخلي والعمالة).
تطور هذه الصناعة خلق سوق من الصناعات المساندة ذات الكفاءة والاحترافية العالية أولاً لوجود هوامش ربحية وطلب جيد ثانياً للخبرات والتوجيهات المستمدة من أصحاب العلامات التجارية حرصاً على مواكبة الموردين لمقاييس جودة العلامة التجارية (وجود الصناعات المساندة).
كما أن مرونة التشريعات وشفافية نظام المنافسة أتاح للشركة القدرة على التغلب على التحديات بل والاستفادة منها لتعزيز استراتيجيتها للتوسع والنمو فخلال 34 عاماً استطاعة الشركة الاستحواذ على ما يقارب 70 شركة (طبيعة هيكلة الشركات ونظام المنافسة).
سبق أن كتبت مقالاً بعنوان الابتكار على الطريقة السعودية تطرقت فيه الى حاجتنا الى تكوين وابتكار هوية صناعية سعودية نستطيع أن نتميز بها عالمياً كما تتميز بعض الدول الصناعية وأعتقد بأننا بإذن الله سنصل الى هذا المستوى بوقت ليس بالبعيد.
في رعاية الله….
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال