الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعد الإنسان هو العامل الأساسي لتطوير المجتمع وتقدمه في مختلف المجالات، وربما يتحقق جزء كبير من هذا التقدم عن طريق الأعمال التطوعية فمعاونة الناس من الأمور التي تبهج القلب وتدخل السرور على نبضاته ، ونشر الخير لهم حتى أثناء سيرك في الطريق لتحقيق ذاتك. وقد كانت زكاة العلم نشره، فما بالك إن كان هذا النشر بدون مقابل، فخدمة الناس والقيام على حوائجهم ونشر العلم وتعليمهم ما قد نهلتَ من تعاليم الدين والدنيا، هو ما نسميه بالأعمال التطوعية.
ربما يصل الشباب فى المراحل الجامعية بدون تعلم الكثير من المهارات اللازمة لتأهيلهم للحياة العلمية والعملية، لذا فإن التطوع في المؤسسات الخيرية، أو منظمات المجتمع المدني، والمبادرات المجتمعية التعليمية يعود على المتطوع بالنفع بالقدر الذي يوفيه المتطوع حقه. وفي هذه الأوقات يصبح العمل التطوعي له أهمية كبيرة، فالحكومات في الأوقات المتعثرة لا تستطيع أن تُلبي كافة طلبات الشعب، ومن أجل هذا يزداد الاحتياج الاجتماعي لهذا النوع. لأنه لا يطلب أي ربح ولا يُمثل أي إلزام من المتطوع، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى التطوع في قوله تعالى { فمن تطوع خيراً فهو خير له } . فالعمل التطوعي له أهمية كبيرة، سواء على الفرد أو على المجتمع كله، حيث أن الأعمال التطوعية أو الخيرية كما يقال، هي عبارة عن أعمال يقضي فيها الإنسان جزء من وقته، لتقديم النفع للآخرين، دون انتظار مقابل هذه الخدمات، مما له أثر إيجابي على تكوينه النفسي، حيث الشعور بالارتياح. كما أن العمل التطوعي يساعد الإنسان على الارتقاء بنفسه وأخلاقه، ليغرز في نفسه الشعور بضرورة مساعدة من حوله، وينزع عنه الشعور بالأنانية، بالإضافة إلى أن العمل التطوعي يساعد في الارتقاء بالمجتمع بفضل سواعد أبنائه المخلصين.
يُذكر أن العمل التطوعي قد شهد درجة غير عادية من الاهتمام ضمن أسس وبرامج رؤية سمو ولي العهد محمد بن سلمان 2030م، ولقد تم الإعلان عن أهداف الرؤية فيما يخص العمل التطوعي على النحو التالي : العمل على نشر الوعي والثقافة بأهمية تفعيل دور العمل التطوعي في المجتمع السعودي، والوصول بعدد المتطوعين من 11 ألف فقط في الوقت الحالي إلى مليون متطوع في عام 2030م وتوفير البيئة المناسبة التي يُمكن عن طريق تنمية العمل التطوعي تحفيز أكبر عدد ممكن من المتطوعين للاشتراك به. وقد قامت وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية بإنشاء المنصة الوطنية للعمل التطوعي والتي تمكن الأفراد للتطوع في التخصص و المكان الذي يناسبهم بكل يسر و سهولة مما ساهم في دفع عملية التطوع في الوطن.
وهنا أحب أن أذكر لكم قصة مبادرة تطوعية عظيمة كنموذج من النماذج الناجحة والمشرفة في السعودية وهي لجنة الجبيل للطوارئ (جماعة) حيث أنها أول لجنة تطوعية مختصة ومعنية بمكافحة وإخماد الحرائق الصناعية والبتروكيماوية والإستجابة لحالات الطوارئ في محافظة الجبيل. وقد بدأت أعمال هذه اللجنة في عام 1983.و منذ ذلك الحين، تطورت تنظيمات اللجنة و زاد أعضاء الجهات المشتركة بها حتى وصلت لأكثر من ثمانين عضوا، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفراد المتطوعين. ولا تزال هذه اللجنة تعمل بفاعلية للحفاظ على مقدرات الوطن من خلال جهات وأفراد محبين لوطنهم و متفانين لتلبية أعمالهم.
تُجدر الإشارة إلى أن أهداف العمل التطوعي في رؤية 2030 وأهداف الرؤية الخاصة بالعمل التطوعي في التحفيز له وبناء الثقافة اللازمة له وتنمية وتنظيم وتمكين العمل التطوعي والتي قد تم إطلاق الرؤية من أجلها؛ لم تعد مجرد أحلام أو خطط مؤجلة؛ وإنما قد دخل الأمر في الوقت الحالي فعليًا إلى حيز التنفيذ وهو بطبيعة الحال أمر يُنذر بالتقدم والسبق والنجاح والمستقبل المشرق للمملكة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال