إعلانات تجارية ظهرت بها إليزابيث

شركة (البودي شوب) معروفة للجميع على مستوى العالم باعتبارها أحد أشهر شركات منتجات الاهتمام بالبشرة والتجميل. الشركة البريطانية ربما تكون واحدة من الشركات القليلة التي تفردت بالاستفادة من هذا الجانب حين ظهرت في إعلان ظهرت فيه الملكة البريطانية بمناسبة يوم الأم، في حين يظهر الأمير تشارلز في الإعلان وهو يقدم العناية الخاصة بوالدته.

لم يكن هذا الظهور هو الأول من نوعه للملكة إليزابيث في صناعة الإعلان، لكن القاسم المشترك بينها كان دائما هو الارتباط بالمواطنة، وإحياء هذه الروح في رسائل يمكن للمتلقي أن يستشف المعنى الرمزي الذي ترمي إليه. في عام 2012 كان الظهور من نوع مختلف تماما مع استضافة بريطانيا للألعاب الأولمبية. فوجئ الجميع بأحد رموز صناعة السينما البريطانية الممثل (دانييل كريج) بطل أفلام جيمس بوند وهو يصطحب الملكة إلى حفل الافتتاح في مغامرة فريدة من نوعها. كان الجميع في مدرجات الملعب يتابع الفيلم القصير وكأنه مغامرة على طريقة أفلام هوليود.

في لقطات سريعة تظهر أشهر المعالم في مدينة لندن وهي تقوم بإرسال التحية مع مرور طائرة الهيلوكوبتر من أمامها، وكأنها تقدم رسالة للجمهور الغفير الذي يتابع الحدث بأن كل شيء في المدينة يحتفي بالحضور، ويشارك في الاحتفالات المقامة بتلك المناسبة. ويقال إن عملية التنسيق لهذا الإعلان بقيت في طور الكتمان حتى عن المقربين في العائلة المالكة. لا شك أن تلك المشاركة لم تكن عادية على الإطلاق، وكانت قد اختيرت بعناية شديدة لتعكس أهمية التسويق للأوطان على كافة المستويات. وحتى نفهم الدور الكبير الذي لعبته استضافة بريطانيا لدورة الألعاب الأولمبية، والأثر الاقتصادي فيجب أن نعلم أن الأزمة الاقتصادية التي خنقت كثير من دول العالم عام 2008 كانت قد عصفت ببريطانيا أيضا بكل تأكيد.

لكن الوظائف التي خلقتها هذه الاستضافة حققت أثرا ملموسا لسنوات بعد الحدث. التحول في المنطقة مع عمليات البناء دفعت لاستضافة عدد كبير من الفعاليات الرياضية بعد انتهاء تلك الدورة. والحقيقة أن هذه المسألة تدفعنا لنقطة قد تكون مهمة وجديرة بالتأمل في مفهوم صناعة الإعلان وهي الأثر الذي يجب أن يدرس بشكل جيد. إذا كنا اليوم نتحدث عن مثال لإعلان ارتبط بحدث تتجدد عوائده وتتعاظم في كل عام فنحن أمام مفهوم بناء متكامل لخلق انطباع يمكن أن يترجم برسالة بسيطة مفادها أن الإعلان ليس فقط مقاطع مبهجة يستمتع البعض بمشاهدتها. بل هو في حقيقة الأمر عنصر أساس في النهضة الاقتصادية التي يزدهر معها الاقتصاد وينعكس أثره على حياة الجميع والرفاهية التي نحياها بكل تأكيد.