الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل كم عام تصدرت الصحف خبر تصنيف المملكة العربية السعودية كأدنى دول مجموعة العشرين في مستويات الادخار والأمر في الحقيقة أن تدني الادخار خلال أخر عشرون عام حدث في أغلب دول العالم وليس في المملكة على وجه الخصوص ففي عام ٢٠٠٥ كانت معدلات الادخار في الولايات المتحدة الأمريكية بالسالب! ولكن الدوافع خلف التدني اختلفت من دولة لأخرى نظراً لاختلاف عناصر جوهرية مثل توزيعات الدخل مقارنة بالدول الأخرى والقوة الشرائية والتقنية ونمو اقتصاد الدولة، بالإضافة الى الأذواق وكذلك وجب التنويه بأن بعض الدراسات تنشر بدون توضيح معايير القياس للنتائج. بعد ذلك قد تتساءل لما التركيز على الادخار؟ يعد الادخار مكوناً أساسياً للنمو الاقتصادي حيث يعزز تكوين رأس المال، ويعزز الاستثمار العام والخاص بالإضافة الى تسريع وتيرة التوسع الاقتصادي. فالادخار وسيلة لتوازن الاقتصاد الكلي، والحد من الفقر ولاستقرار الأسعار والتنمية المستدامة.
في الحقيقة ضعف مستويات الادخار يشكل احدى التحديات التي تواجه القطاع المالي بالمملكة العربية السعودية ويكمن خلف الضعف مسببات ومن ضمنها قد يكون :
1) ضعف الثقافة المالية ففي عام 2020م نشر برنامج تطوير القطاع المالي التحديات التي تواجه القطاع حيث صنف 30% من الراشدين في المملكة ممن يمكن اعتبارهم ملمين بالشؤون المالية وقد كانت النسبة الأدنى على مستوى الخليج. التفسير خلف ذلك التصنيف هو مثل شتى الأمور، الادخار ينقسم بين المؤيد والمعارض وأدركت تفشي مفهوم “المعاش” للدخل حيث يصف الأخرون كون المرتب آلية للعيش لا أكثر فمثل هذه النظرة تحبط عزيمة الفرد للمبادرة في الادخار والاستمرار. أما في المقابل يتميز الشعب الياباني كونه أحد أعلى شعوب العالم في مستويات الادخار حيث في النصف الأول من 2020م ادخرت المنازل اليابانية ٤٤٪ من مستوى الدخل وفي السنوات ما قبل جائحة كورونا كان معدل الادخار 33% من الدخل. فأتفق بأن الادخار يختلف من شخص لأخر حيث يعتمد ذلك على أمور مرتبطة ببعضها مثل كمية الدخل مقارنة بالالتزامات، وعلى سبيل المثال لا الحصر منها القروض الشخصية، والأقساط بالإضافة الى عدد أفراد الأسرة والاحتياجات لكن لا يمنع ذلك البدء والاستمرارية في الادخار لأن مهما صغرت نسبة أو مبلغ الادخار للاستمرارية سحر عجيب في البركة والادخار يتيح للفرد فرص مستقبلية مثل الاستثمار وتخفيف الضغوطات المالية بالإضافة الى سيولة لمواجهة مصاريف غير متوقعة مثل إصلاحات للمنزل أو السيارة كذلك الادخار يعتبر قارب نجاة في الأوقات الاقتصادية غير المتزنة أما جانب حرية المالية تتاح للفرد القدرة على شراء الرغبات فبادخارك اليوم تكافئ نفسك للغد فابدأ واختر ما يناسبك ولا تحصر نفسك بنسبة معنية أو مبلغ معين ثابت.
2)سهولة الحصول على القروض وخفض حواجز وصول المستهلكين الى الائتمان أدى الي تحفيز تدني مستويات الادخار لاسيما كون القرض حل أسرع للحصول على سيولة.
3) شيوع البطاقات الائتمانية، الدفع عبر استخدام البطاقات الائتمانية نتيجة سرعة الحصول على المقتنيات يعد أحد محفزات تدني معدلات الادخار.
4) السلوك الاستهلاكي للفرد، فمع ضغط مرئيات وسائل التواصل الاجتماعي والتي تشمل الإعلانات أصبح الفرد يعاني من انفعالات شرائية حيث يرى عرض أو خصم فيخشى تفويت الفرصة وهو بالواقع اقتنى ماهو ليس بحاجته.
ففي الختام للادخار وسائل عديدة والأكثر شيوعاً هي قاعدة ال 50- 30- 20 حيث يخصص الفرد 50% من الراتب للنفقات الأساسية و 30% للكماليات والمتبقي من ال 20% للادخار وقد تناسب هذه الطرية البعض ولا تناسب الأخر ولا حرج في ذلك فالمغزى هو التطبيق المستمر، فالادخار ينفع أكثر مما يضر ويساهم في تحسين الصحة المالية والاستقرار النفسي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال