القيادة الأكاديمية وتحقيق الميزة التنافسية المستدامة للجامعات السعودية

يعتمد تميز التعليم الجامعي بصفة رئيسة على أعضاء هيئة التدريس الذين يقومون بدور متوازن في بناء التميز للجامعة باعتبارهم المسؤولين الرئيسين عن إعداد الموارد البشرية الوطنية، فلهم الأهمية البالغة التي تستدعى العناية بهم ومناقشة قضاياهم وتبنى برامج تطورهم، و تماشيًا مع ما جاء في الرؤية 2030 من الحرص والاهتمام بالتعليم، ومواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب، وتعزيز الجهود لمواءمة مخرجات التعليم العالي مع احتياجات سوق العمل، مع تقديم تعليم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد، وسد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، والاهتمام الكبير بالجامعات، وأن جودة التعلیم العالي والتدریب أمرٌ حاسم بالنسبة للاقتصادات التي ترغب في التقدم في سلسلة القیمة إلى ما ھو أكبر من عملیات الإنتاج والمنتجات البسیطة.

ومن الآليات الأساسية في اكتساب الجامعة السعودية لمزايا تنافسية في ضوء الأدوار الجديدة لوظائفها على النحو الآتي:

– آليات تطوير الوظيفة التعليمية للجامعة: ويتم ذلك من خلال التجديد في استراتيجيات تنمية أعضاء هيئة التدريس والتي تعتمد على التنمية المعرفية، والتنمية الذاتية، واكسابهم المهارات التكنولوجية، والتنمية الجماعية، ربط الدورات التدريبية والتأهيلية لأعضاء هيئة التدريس والبحوث والدراسات المنشورة بالترقية العلمية والأكاديمية، واعادة النظر في بعض التخصصات واستحداث تخصصات جامعية تتوافق مع احتياجات سوق العمل المتجددة، واضفاء البعد العالمي على البرامج والمقررات الجامعية وربطها بالتطورات المعرفية العالمية.

– آليات تطوير وظيفة البحث العلمي بالجامعة: زيادة مخصصات البحث العلمي في ميزانية الجامعة وتوفير المرونة والموضوعية في تمويل الأبحاث العلمية بالجامعة، رسم تصور للخطط البحثية تغطي كافة تخصصات الجامعة وفقًا لاحتياجات التميز ، وعمل شراكات فعلية مع المؤسسات الوطنية الإنتاجية.

– آليات تطوير وظيفة خدمة المجتمع بالجامعة: والتي تتمثل بإعادة النظر في البرامج التعليمية من أجل خدمة ومعالجة قضايا ومشكلات المجتمع، وعقد ورش العمل والدورات التدريبية للعاملين في مؤسسات المجتمع المختلفة لتجديد وتنمية معارفهم ومهاراتهم، وتفعيل دور الجامعة في مجال العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية.

ولتحقيق ذلك يجب أن يكون اختيار القادة في الجامعات على أساس معايير دقيقة تعتمد على كثير من الجوانب والخصائص النفسية والعلمية والاجتماعية والثقافية للقائد، وعلى القادة العمل على تطوير أدائهم ومهاراتهم وخبراتهم للنهوض بالجامعة علميًا وإداريًا، وأن يكونوا قادة مدركين لأهمية العمليات والوظائف الإدارية التي من خلالها يمكن إدارة العمل الإداري والأكاديمي كالتخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة.