3666 144 055
[email protected]
92 عام أُستثمر الانسان وتنعم بإنسانيته وهويته المكرمة، المملكة العربية السعودية، وطنا تعلوه القيم النبيلة ويرفرف علمها خفاقا، انصهرت تحت ظله كل الفوارق المجتمعية، تضم أطرافه الشاسعة المترامية إنسانه على المحبة والإخاء، وتزدهر فيه الصحراء بمدن تاريخية عتيقة وأخرى جديدة تقدم للعالم نموذجا لجودة الحياة الفعلية، بعدما رمت الصعلكة شباب تلك الحقبة وشاباته في جحيمها المحرقة فقدوا فيه أمنهم وصحتهم وتعليمهم، إذ بزغ فجر جديد فشعشع النور على الأرجاء ليدخل نوره كل بيت مدر أو وبر منذ ذلك الحين، والوطن في نقلات نوعية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، في مراحل تأسست على القيم صاحبها شظف وخشونة من العيش ولكن صبر جميل، ومؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه- يضع أسسه وأهدافه، فشكر الله له سعيه وبارك في نيته وجهده، وعلى نهجه سار ابناءه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعا هذا هو ماضينا، وأما حاضرنا اليوم فالوطن في ظل حكومة رشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أعزه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملك الأمير محمد بن سلمان أيده الله ونصره، ووطنا أعز وأمكن بمراحل عديدة منذ تأسيسه وأمامنا رؤية طموحه فيها مستقبلنا وأملنا.
في موقف قوي، موقف الضد بالضد والند بالند، قد قالها قائدنا الملهم أيده الله في قمة جدة للأمن والتنمية “اننا متفائلون أن تؤدي هذه القمة الى وضع اطار شامل لمرحلة جديدة نبعث فيه الامل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الاخرى بما يعزز شراكتنا ويخدم المنطقة والعالم”.
أجل، القيم هي الركائز والأعمدة التي تُبنى عليها الكيانات والمنظمات والأوطان وهي منطلق الاستثمار في مجتمعاتها، وبالإيمان بها فقط تتحقق للأوطان الاستدامة في جودة الحياة، وبهجرها ومفارقتها إذانٌ برحيلها بغتة بلا مودع، هكذا بأسباب في غاية الضعف والتفاهة، في صدمة لا تصدقها العقول فتدرسها أو ترصدها.
والفايروس القاصم للأوطان حينما تستهدف أمة قيم أمة أخرى معادية لها فتتخذها هزوا فيصدقها السفهاء من الناس، فينسلخون من هويتهم محل اعتزازهم وفخرهم.
هناك علوم إنسانية يجري عليها عادة سوق البيع والشراء والأخذ والعطاء ويتم تبادلها حتى مع الأعداء والأشد خصومة سواء في السلم أو في الحرب، وباب التفاوض بين الدول والمنظمات واسع ومفتوح، فكل دولة تنظر الى مصلحتها فهي أدرى وأعلم بمصالحها.
والأمة التي تسعى للعلو والغلبة تضع دون قيمها سياج من حديد، فضلا أن ترضى بإدراجها في قائمة تفاوضاتها وتعرّضها للتنازلات، حتى وان كانت مصادر قيمها الخرافة والباطل، والمثال في ذلك جليا وواضح فانظر لأي دولة من الدول العظمى وناقش قيمهم وانتقدها سترى احمرار العيون في ملأها الأعلى، فبمجرد نيل عدوها من قيمها ووضع يده على مناقشتها، فقد مكنته هي الأخرى من رقبتها وأنقادت له في تبعيتها وتُسلخ من ثوبها عارية من هويتها التي تؤمن بها.
وكلما كانت القيم نابعة من مصدر صحيح ونية صادقة وشجاعة ملهمة، كلما عزز وزاد في ترسيخ الإيمان في عقيدة جندها وحماتها مما يطيل ويمدد في عمرها، الأمر الذي تتعطل أمامه كل سيناريوهات المتربصين بها وتفشل مخططاتهم.
نجد أصحاب القيم هم شجعان العقول والقلوب وهم السادة على شجعان الصعاليك الذين ليس لهم هم إلا شهواتهم وملذاتهم وإن كان على حساب إبادة سواهم ليسودوا فلا تنمية في أرضهم، فبادوا ولا سادوا ولم يخلّد التاريخ ذكراهم، بل سجلهم التأريخ في قائمة أول المهاجرين من أوطانهم وقد تقدمتهم في الهجرة ثرواتهم، بعدما خلفوا أوطانهم خرابا دمارا قاحلة لا تنمية ولا أمن، مدوا النظر في الأطراف ذات اليمين وذات الشمال لتروا المشاهد حاضرة والشهود قائمة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734