الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل سبق لك أن تعاملت مع منظمة، عندما تنتقل فيها معاملتك من إدارة إلى إدارة أخرى يطلب منك إعادة تقديم المستندات مرة أخرى؟ هل شاهدت صراعًا على النفوذ بين بعض الإدارات، تكون فيه الإدارات عازمة على الفوز بغض النظر عن التأثير السلبي الناتج على المنظمة؟
ربما رأينا جميعًا شيئاً من ذلك في حياتنا المهنية، فقد تقاتل الإدارات المختلفة للحصول على تخصيصات أعلى من الميزانية، أو تحكم أكبر في اتجاه المنظمة، وقد يكون هذا الأمر عاديًا أو يعتبره البعض جيدًا، لكن تكمن المشكلة عندما لا يتم مراعاة مصلحة المنظمة.
تعتبر الصوامع مفيدة للحبوب، ولكن ليس لها مكان في التسلسل الهرمي داخل أنشطة المنظمات، فالمنظمات تؤسس إما لاقتناص فرص داخل السوق مثل: المنظمات الربحية، أو لتلبية احتياجات معينة للمجتمع مثل: الجهات الحكومية أو بعض القطاعات غير الربحية المختلفة. بينما الصوامع فهي مكان تخزين الحبوب وتحميلها وتفريغها قبل بيعها أو استعمالها، وفكرة الصوامع قائمة على عدم سماحها لاختلاط الحبوب حيث تضم كل صومعة حبوابًا معينة غالبًا لا تخلط مع حبوب الصومعة الأخرى.
لقد لاحظ هذه الظاهر فيل إنسور (Phil Ensor)، الذي كان يعمل كمدير في شركة جوديير المتخصصة في تصنيع المطاط والإطارات، حيث وجد أن الأقسام تعمل بشكل انعزالي ومفكك ولا تقوم بتبادل المعلومات وغيرها، وقد أطلق على هذه الظاهرة اسم متلازمة الصوامع الوظيفية (Functional Silo Syndrome).
تقوم فكرة الصوامع الوظيفية على عزل كبار المديرين في مواقع قيادية عالية المستوى داخل المنظمة عن غيرهم من القياديين من نفس المستوى الإداري، وتكون الاتصالات التنازلية قوية جِدًّا، لكن الاتصالات من أسفل إلى أعلى ضعيفة، وبسبب ذلك ينشأ نوع من البيروقراطية داخل المنظمة. تقوم عقلية الصومعة على فكرة التقوقع وعدم مشاركة المعلومات والخبرات مع الآخرين، الأمر الذي يحد من كفاءة عمليات المنظمة، وتثبيط المعنويات، والتأثير سلباً في الثقافة المؤسسية للمنظمة. وتعمل الصوامع الوظيفية على أثارت الصراعات فيما بين فرق القيادة أو كبار المداراء، وتنتقل تلك الصراعات بدورها إلى الموظفين الذين قد يتعمدوا الإحجام عن تبادل المعلومات أو نشرها لمصلحة مديرهم.
هذا أمر شائع جِدًّا لدرجة أن البعض يعتبره أمرًا طَبِيعِيًّا في بيئة الأعمال. في المنظمات الكبيرة يمكن أن تصبح الصوامع مكثفة للغاية بحيث تؤثر على الاستدامة والقوى التنافسية للمنظمة، ويحدث ذلك دون إدراك المنظمة للضرر الذي يحدث. أما في المنظمات الصغيرة أو الشركات الناشئة، يمكن أن تكون الصوامع التنظيمية قاتلة للشركة لأن الاقتتال الداخلي على الموارد يستهلك طاقتها بشكل كبير ويعيق تحقيقها للنجاح، وقد تدمر الصوامع المنظمات إذا تركت دون رادع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال