الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ماذا لو لم تر نيوم النور، وماذا لو لم يبدأ البناء في ذا لاين، وماذا لو لم يذهب أهل الرياض للتنزه في القدية، وماذا لو لم يتوافد السياح على مشروع البحر الأحمر، وماذا لو لم تتحقق مستهدفات الرؤية لأعداد الحجاج والمعتمرين والسياح، وماذا لو لم تنخفض نسبة البطالة ل7%، وماذا لو لم يقبل المستثمرين على مشاريع الخصخصة، ولن اسرد أكثر، ولكن ماذا لو لم تتحقق غيرها من مستهدفات رؤية ولي العهد التي التف حولها كافة السعوديين والسعوديات؟
الجواب بكل بساطة، لن تقوم القيامة ولن يخسف ببلادنا، ولن تهتز معنويات السعوديين قيد انملة بل ولا قيد شعرة. ما سيتم هو دراسة مسببات عدم التحقيق (اذا لم تتحقق)، ومن ثم سيتم معالجة المسببات، وأخيرا سنضع خطة تصحيحية بتاريخ مستقبلي. و الخطة التصحيحية هي الأخرى إذا نجحت فخيرا على خير، واذا لم تنجح ستدرس و ستعالج وسنستمر على هذا المنوال الى ان يتحقق المبتغى، مع التأكيد على ان طموح الأمير محمد بن سلمان يصل للسماء، ومعه شعب عظيم مؤمن ويطمح لأن يلعب دور تاريخي مؤثر في مسيرة العالم نحو التقدم.
شخصيا لم اقرأ أي محتوى ديني خارج المناهج المدرسية المقررة، فالدراسات والمؤلفات الشرعية بأنواعها لا تستهويني ابدا واعتقد ان معظمها ينبغي النظر في مسحه من الوجود، وهذا شأني وحدي، والله وحده اعلم ان كنت على صواب أو خطأ. ولكني مهتم بالتاريخ، وأود ان اشير الى انه من خلال قراءتي لتاريخ العرب ولتاريخ رأسهم وأخيرهم بل وأخير من خلق ومن سيخلق على وجه الأرض رسول الله سيدنا محمد عليه افضل الصلوات والتسليم وزوجاته وصحابته الكرام وجدت ان بعض الخطط التي وضعها رسول الله لم تنجح، وبالإمكان الرجوع للغزوات التي مني بها الرسول الكريم بهزيمة، ولكن في نهاية المطاف تمت واكتملت الرسالة المحمدية بنص القرآن والحمد لله على ذلك. الشاهد ان الخطط تفشل، وهذا طبيعي، ولكن تستمر المحاولات.
ما دعاني لكتابة المقال هو استعراض عام و سريع عن آراء العالم عن الرؤية، ولسبب او آخر فالتشكيك سيد الموقف من كبريات الصحف والقنوات الغربية، و كثير من التشكيك يأخذ منحى تهكمي غير مهني ممن يفترض بهم المهنية والحياد. على العموم أود التذكير بأنه وفي اواخر ثلاثينيات القرن المنصرم كانت الصحافة الغربية تتهكم من محاولة اختراق المجال الجوي للكرة الأرضية وبعضها (النيويورك تايمز) رأى استحالتها. اما التهجم على شخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فيلقي بحيادية كتاب المقالات والتقارير في سلة المهملات ( اجلكم الله)، وهو أمر يشير الى اقصى درجات التخوف من أي محاولة للنهوض ببلادنا خاصة وبالمنطقة بصفة عامة. ومن المهم الإشارة الى ان في الغرب عقلاء كثر ينظرون الى رؤية 2030 على أنها فرصة ممتازة للاستثمار ومشاركة رؤوس الأموال بل وترى ان الرؤية ستساهم في تطوير رؤية الإنسانية لأمور مختلفة عديدة، تقنيا وفي المجال البيئي و تركيبة المدن وغيرها مما شاهدت وقرأت.
قد لا تتحقق كافة مستهدفات ومشاريع الرؤية، وهذا طبيعي، فقد تتحقق نصفها أو ثلاثة ارباعها أو أقل أو أكثر، ولكننا سنستمر في طموحنا و تقويم وتصحيح أخطائنا حتى آخر يوم لنا على وجه الأرض.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال