هل خالف رئيس هيئة السوق المالية مبدأ الحياد؟

ما استطرق له هنا لا يقلل من مكانة معالي رئيس هيئة السوق المالية الاستاذ محمد القويز وهو الضليع في الجانب الاستثماري وقبل ذاك، متخصص في الجانب القانوني ولكن ما حدث اراه من وجهة رأي شخصية اخلال بمبدأ الحياد، وان كنت هنا صدحت برأيي قبل حتى سرد ما حدث.

هذا الاخلال بدأ عبر تغريدة تفضل معالي رئيس الهيئة بنشرها عبر حسابه على منصة تويتر، تطرق فيها الى حوار تم إجراءه مع والده الدكتور عبدالله القويز وهو الاقتصادي والدبلوماسي المعروف والشاب الذي – ما شاء الله تبارك الله – تجاوز العقد الثامن من عمره بصحة ونشاط لا تتوافر عند اقرانه، الى هنا والامر طبيعي ولكن ما اراه اخلال بمبدأ الحياد هو اشادته واعجابه بموظف ومنتج تقدمه احدى الشركات المدرجة في السوق المالية.

فمعالي الاخ محمد القويز عبر من خلال تغريده له عن رأيه بالاخ الفاضل عبدالرحمن ابو مالح، وذكر انه (مبدع). وانا شخصيا اتفق مع معالي الاخ محمد ان الاخ عبدالرحمن مبدع واضيف انه مميز بل واعتقد انه عبقري، ولكن كان يفترض بمعالي الاخ محمد الاحتفاظ برأيه لنفسه، لأن الاخ عبدالرحمن يقدم نفسه كرئيس لشركة من خدماتها تقديم برودكاست وهذه الشركة تابعة لشركة مدرجة، وابداء رأي معالي الاخ محمد يحيد به عن الحيادية في امر في صميم عمله، الا وهو الشركات المدرجة. فلا ينبغي ان يأخذ الحماس معاليه او اي من منسوبي الهيئة في امتداح او تسويق او ابداء الاعجاب في اي امر يخص شركة مدرجة او منتجاتها، فهذا امر يخص المستثمرين والمضاربين والمتداولين وحدهم.

هنا لا اقلل من مقدم البرنامج او البرنامج نفسه، ولكن نتطرق الى الحدث وهو اصباغ الاعجاب من رئيس هيئة السوق المالية ووصفه المذيع بالمبدع والاشارة الى اسم البرودكاست وكأنه يسوق لذلك، فالمهم ان يكون واضحا ان هيئة السوق المالية يفترض بها الحياد التام تجاه كافة الشركات المدرجة.

لناخذ الحدث من زاوية اخرى لو ان الوالد الدكتور عبدالله عبر عن حبه لنوع محدد من المعكرونة مثلا التي تنتج من احدى الشركات المدرجة، وخرج علينا معالي الاخ محمد بتغريدة تشيد بهذا المنتج مثلا ومن ثم ذكر اسم الشركة التي تنتجها، هل سيكون الامر مقبولا؟. مجرد تساؤل اطرحه هنا فقط لا غير.

اخيرا، بعيدا عن اشادة معالي الاستاذ محمد بالمذيع والاشارة الى اسم البرودكاست، فقد سعدت بمقابلة والد رئيس هيئة السوق المالية الدكتور عبدالله القويز، وسعدت اكثر بتفاعل رئيس الهيئة معالي الاخ محمد القويز عبر حسابه في تويتر بالمقابلة والتي كان من المفترض الاكتفاء فقط بالاشارة لها دون اصباغ الاعجاب او تحديد مسمى المنتج الذي تقدم من خلاله المقابلة، فما قام به هو من بر من الابن للاب فلولا الآباء ما كان الابناء، وهذا امر يدل على ان معالي القويز الابن شخصية وفية لوالده، وكليهما الاب والابن يستحقان الاشادة.

واؤكد لكم اعزائي القراء، انني اعدت التغريدة لاعجابي بشخص الوالد الدكتور عبدالله، وبالمبدع الاخ عبدالرحمن وبمعالي الاخ محمد كذلك (رأيي الشخصي في معالي الاخ محمد ايضا انه مبدع وفريد ويتميز بروح الفكاهة). ولكن نتمنى ان لا نرى منه (مدح) او (تسويق) اي منتج او خدمة او امر ذو علاقة بأي شركة مدرجة حفاظا على الحياد. مع تمنياتي للوالد الفاضل الدكتور عبدالله القويز طيلة العمر، والصحة والعافية، والسعادة الدائمة، ووفق الله الجميع لبر والديه.