الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية عندما يجبر الدب الروسي على التخلي عن القارة الأوروبية للغاز الأمريكي القادم من بعيد؟
بلا شك في أن ما حدث الأسبوع الماضي يعد تصعيدا وتصادما خطيرا ينقل المعركة إلى ساحات جديدة وتصادم مباشر. عندما تتفق مجموعة الدول السبع بوضع حد سعري للنفط الخام والمنتجات البترولية الروسية، ويرد الجانب الروسي بأنها ستتوقف عن بيع النفط للدول التي تفرض سقوف أسعار على نفطها، وتقطع إمدادات الغاز عن القارة الأوروبية بشكل كامل في نفس اليوم لتترك عملائها الأهم إستراتيجياً لشتاء موحش غامض المصير.
هنا نجد أن الأزمة اختلفت وتجاوزت خطوطا حمراء يصعب على جميع الأطراف نسيانها حتى مع الوقت.
يصعب حصر المشكلة في قالب سياسي فقط! أو أزمة بين دولتين متجاورتين. الخلاف أكبر من ذلك، الدول الأوروبية لا ترغب أن تستمر رهينة لدولة لديها الكثير من الخلافات معها سياسياً، اقتصاديا وحتى ثقافي، ولكن كانت مجبرة في السابق لعدم وجود بديل موثوق به وحليف.
لذلك كانت تقود تلك الدول حروبا ضد مصادر الطاقة التي لا توجد لديها مصادر كافية منها، وترغب في إجبار العالم على التحول السريع للطاقات المتجددة وبأي ثمن حتى تبعد عن كابوس الاعتماد الكلي على مصدر واحد من الطاقة يملكه صديق غير موثوق به تاريخياً.
ولكن التطور السريع الغير متوقع في صناعة الغاز الأمريكية جعلت الأوروبيين والأمريكان على حد سواء يتفقون على التكامل والتحالف في هذا المجال وسرع هذا التوافق على التصادم المؤجل مع الدب الروسي وإخراجه من هذا السوق.
سوف تفتح القارة الأوروبية أسواقها للغاز الأمريكي وهو ما تضمن به تدفق إمدادات الطاقة من الحليف الموثوق به، ويكسب الغاز الأمريكي أسواقا جديدة متعطشة ومربحة مقارنة بالسوق المحلي.
سوق سوف تتكفل بتدفق الأموال لفترة طويلة للشركات الأمريكية ويضمن الساسة الأمريكان أيضا استمرار قوتهم الناعمة والتأثير على صناعة القرار القارة العجوز، لذلك تعتبر صفقة رابحة لكل الأطراف.
ولكن، الشتاء هو الفاصل.
تعلق كل أطراف هذه الأزمة أمالها على فصل الشتاء.
حتى وإن كان تاريخياً، فصل الشتاء حليفاً للروس وهو أقوى أسلحتهم ومكنهم من التفوق والانتصار في أكثر من مناسبة وحرب.
تواجه القارة الأوروبية متسلحة بعلاقتها السياسية خارجياً وتماسكها داخلياً، أمله في تجاوز هذا الفصل حتى مع أقسى الخسائر، فقط لتثبت لنفسها والعالم تعافيها من الإدمان، وقدرتها على تجاوز هذه المرحلة، والإعلان الرسمي عن مرحلة جديدة سوف تتغير فيها خريطة إمدادات الطاقة في العالم.
ولكن ماذا لو لم تنجح في التكاتف وتحمل الشتاء؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال