3666 144 055
[email protected]
قبل أسبوع كنت في نقاش مع عائلتي عن هدف كل منا في العمل في وظيفته بمهام أكثر من مهامه الأساسية أو مهام أكثر مما يتقاضاه كأجر على عمله، بعضنا يحب أن يقدم عمله كاملاً حتى لو عمل مهاماً إضافية قصّر فيها غيره، ومنا من يحب التقدير المعنوي ويطرب للمديح، والبعض الآخر يحب أن يقوم بمهام إضافية ليطور نفسه في مجالات أخرى، أما البعض فهدفه أن يسجل إنجازاته ويلمع سيرته لتجذب له العروض الوظيفية.
اختلفت الأهداف واتفق الجميع على أن اتقان العمل الأساسي مطلب ديني وأخلاقي وأيضاً وطني خصوصاً مع تقدم وطننا في جميع المجالات ارتفعت المعايير لدى الجهات في التوظيف للجدد وكذلك في تقييم القدامى، مع هذا كله، أستغرب وجود من يحضر لأجل البصمة فقط ولا يرغب بتقديم أي عمل من مهامه الأساسية وللأسف يتضايق من اجتهاد من حوله ويحاول بلا كلل ولا ملل أن يتصيد أخطاء الغير ولديه حساسية عالية من تميز غيره وكذلك من مديح المسؤولين للمستحقين لدرجة أنه قد يرسم صورة ذهنية خاطئة عن زملائه لدى المدير خصوصاً عند تعيين مدير جديد ويقوم بتلميع نفسه أملاً بتعيينه في منصب إداري أعلى منهم وسرعان ما تتضح الحقيقة بمجرد إعطاءه بعض المهام البسيطة التي لم يعتد فعلها كونه يعتبر وجوده جسمياً في مكان العمل هو مهمته الوحيدة التي لا يستطيع إتمامها على أكمل وجه فهو إما في إجازة أو خارج العمل لمهمة شخصية.
اللوم هنا ليس عليه وحده فلو لم يجد مديره يتركه يهمل عمله ويسند أعماله للمجتهدين دون أن يعطيه ملاحظات على أداءه بل تجد بعض المدراء يبالغون في مدح المهمل كي يتخلصوا من لومه وعتبه أو ترغيباً له في العمل، وفي نفس الوقت يسند أعمال المهمل للمجتهد دون أن يميزه بتكليف أو رئاسة قسم يستحقها خوفاً من الحزازيات.
اجتهد أو أهمل تقييمه واحد ولا يوجد من يحاسبه على أداءه إن قل!، فمع ضمان الموظف أن تقييمه سيكون ممتاز؛ الجميع سيفضل الراحة وسيتجهون لمَ يعرف بـ “الاستقالة الصامتة”.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734