الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ القِدم، وبعد حقبة الحروب الدينية والقبائلية والعشائرية، أسّست المملكة العربية السعودية سُورها المتين على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لتُصبح ميدانًا يحيا به الإنسان معزّزًا مكرّمًا،له كامل الحقوق وعليه العديد من الواجبات.
وقد تطورت المملكة، فأصبحت دولة ذات سيادة تحمي مواطنيها والوافدين إليها، فخاضت معارك التحدي الجغرافي والاقتصادي والإنساني في آنٍ معًا، وعملت الدولة على تغذية ذاتها بذاتها. فأسست بنيوية اقتصادية هائلة، جعلتها منارة الخليج وبوابة عبوره الاقتصادي والسياسي، ورغم كل هذا التطور بقيت المملكة أيقونة العالم الإسلامي واحتضنت مسلمي العالم بقلبها الإيماني الثابت على العقيدة، فإذا بمكة المكرمة جوهرة الكون تستقبل بخشوع وتقوى كل المؤمنين، برعاية كريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين التي عملت على تقديم أفضل الخدمات وقدمت كل التسهيلات سعيا وإدراكا وعملًا بما أمر به رب العالمين.
فالمملكة العربية السعودية دولة ذات أبعاد وأوجه متعددة، فأهميتها كامنة برؤيتها الثاقبة واستراتيجياتها وأهدافها وحكمة قادتها التي جعلت المملكة متقدمة بكل المجالات. لكن ما أردنا الإشارة إليه هو بٌعدها الإنساني، وعملها الدؤوب لتجنّب الفتنة ونبذها، والبعد عن الكره بين أقطاب شعبها وشعوب العالم اجمع، فإذا بها أرضًا للتسامح والتعايش، تسعى دائما لبناء جسور المحبة والودّ في مجتمعها ومكوناتها الإجتماعية، ويأتي تحقيق ذلك من خلال مكانتها الثقافية والدينية والاقتصادية، وتنوّعها الفكري، إضافة لعلاقتها بالدول الأخرى.
فقد أثبت التاريخ ومجريات الأحداث بأن المملكة ملاذ آمن، ومركز للاستقرار الإقتصادي والسياسي والاجتماعي، حيث أرست أسس الاستقرار والتنمية والعيش المشترك. وكذلك القبول بالآخر المختلف، إذ عملت الدولة بمختلف ميادينها على التوعية والتنمية الذاتية، وبدأت بدعم النشاطات التوعوية في المدارس والجامعات، وتم ذلك من خلال إنشائها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي يهدف لنشر ثقافة الحوار وتعزيز التعايش في المجتمع المحلي.
وعملت المملكة على الانفتاح تجاه الشعوب والثقافات المختلفة، والأهم تحويل نمطية التفكير من الأحادي نحو المجتمعي، بقرارات متعددة أصدرتها الدوله وذلك بدعمها للمجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص حتى أصبحت العلاقات الاجتماعية أكثر مرونة وتقبلًا لأيّ فكر. ففتحت أبواب النقاش في العلن، وأخذت مسارات الحوارات طريقها نحو التحليل المنطقي المتسامح، مما أدى ذلك إلى تفكيك ألغام التعصب والتشدّد والتباعد المجتمعي، وكل ذلك جاء نتيجة التكامل بين الدولة من جهة، وبين المواطنين الراغبين باستنهاض العقل السعودي نحو مسارات التغيير ، بقيادة مهندس الرؤية التي تخطّ باستراتجيتها نحو مراحل الانتقال من الجيد إلى الممتاز، وتأتي أهدافها كأسس نموذجية تواكب العصر وتلتزم بمعايير الجودة العالمية، ومنها :
-القطاع المالي: حيث يهدف إلى تطوير ودعم تنمية القطاع الاقتصادي الوطني بتنوع مصادر دخله، ويسعى إلى تحفيز الإدخار والتمويل والاستثمار بحيت تصبح الأسواق المالية في المملكة صرح آمن للمستثمرين .
-برامج التنمية الماليه المستدامة: وتسعى لاستكمال الجهود الماضية في تحقيق الأهداف المنشودة من خلال مبادرات تحقيق التوازن المالي، وسياسات عبارة عن محددات رقمية على الميزانية تدعم السياسة المالية.
-برنامج القطاع الصحي:
يهدف الى إعادة هيكلية القطاع الصحي، ليكون نظاما صحّيا شاملا ومتكاملا، يقوم على صحة الفرد والمجتمع، ويقوم على مبدأ الإستدامة الصحية، والوقاية من الأمراض، وتحسين الخدمات الصحية للمواطنين والزائرين بمعايير دولية. والتكامل بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومواءمة العمل المجتمعي الصحي كاملًا.
وتأتي رؤية (2030 ) بأهدافها لتثبت السعي ببناء ركائز الأنسنة، من خلال تسهيلات قدمتها الدولة، لتقدم للفرد حياة كريمة وللمجتمع ازدهار اقتصادي ثابت، ولا ننسَ دور الدولة في تفعيل دور المرأة حيث حققت المملكة 80 نقطة من أصل 100 في مجموع مؤشرات تقرير البنك الدولي ( المرأة وأنشطة الأعمال والقانون ) لعام 2022 بزيادة 10 نقاط عن عام 2020. واحتلت المملكة المرتبة الثالثة بين الدول العربية لمؤشر سعادة الفرد في تقرير السعادة لعام 2022، وسجل ارتفاع معدل العمر من 74.8 الى 75.6 بين عامي 2016 – 2020 وتسعى المملكة لتكون من الدول الرائدة عالميا في صناعة الترفيه حيث نظمت أكثر من 3800 فعالية وبحضور أكثر من 80 مليون شخصا من أنحاء العالم .
وتبقى المملكة العربية السعودية بوابة عبور نحو عالم الإبداع والابتكار والتطور، فيُمناها شذا الأصالة والتراث والحضارة العربية، ويُسراها مسارات التطور والتنمية والإستدامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال